السبت، 29 مارس 2014

طريق الخير مفروش بالورود التي لا يراها سوي القليلين وطريق الشر مليء بالاشواك التي لا نحس بها الا بعد ان تؤلمنا وخزاتها وحينها قد لا يفيد الندم والتراجع  في درء هذا الالم والاذي عنا وعن من تسببنا في ايذائهم  فاجعل قلبك عامرا بالايمان فهذا القلب المؤمن هو النظارة التي تسمح لك برؤية ورود الخير فتستمتع بجمالها ويتمتع من حولك , وتنبهك الي اشواك الشر فتتقي وتقي غيرك شرها.

الخميس، 27 مارس 2014

من اجمل ما قرأت
من اجمل ما قرأت رواية "البؤساء" واعجبتني جدا شخصية "جان فالجان" وتأثرت بها وكيف كان المجتمع قاسيا معه فانزل به اقسي عقاب بسبب سرقته لرغيف عيش يطعم به الافواه الصغيرة الجائعة التي جعلها الزمن مسؤوليته وكيف حوله هذا العقاب الي مجرم الا ان طبيعته الطيبة لم تمنعه من عمل الخير بعد هروبه من السجن ولم يمنعه هروبه وتخفيه عن الاعتراف علي نفسه لينقذ شخص بريء ولكن هذا الخير لم يغفر له خطيئته وظل لقب مجرم في اعقابه الي النهاية بالرغم من ان هناك مجرمين عتاة طلقاء ويقف لهم المجتمع احتراما .

اعجبني ايضا قصة درسناها في الكلية (القوة "السلطة"والمجد) وهي مطارة ملازم لآخر قس بقي بعد ان قررت الدولة التخلص من القساوسة الذين تبرأ اكثرهم من دينهم لينجوا من العقاب. كانت جريمته انه امن بعمله وهو ان يساعد الناس ويرشدهم الي الطريق الصحيح او يخفف عنهم معاناتهم. وكان هذا القس يضيع اكثر من فرصة للهرب وذلك ليقوم بدوره فقد فاته القطار ليذهب لسماع اعتراف شخص يحتضر حتي يخفف من ذنبه ومعاناته وقابل اثناء رحلة هروبه اشخاص تأثر بهم كما ترك فيهم تأثيرا عميقا ومنهم فتاة قالت له عند وداعه انها لن تنساه ابدا ما بقيت حية تتنفس .وتنتهي المطارة بنجاح الملازم في مهمته واعدام القس الذي حزن عليه الكثيرون ولكن بدلا من ان يشعر الملازم بالرضا شعر بفراغ كبير وانه هو من تم اعدامه وليس القس (لا اتذكر ان كان قد ان انتحر في نهاية القصة ام لا) واعجبتني الشخصيتان شخصية القس الذي لم يخون دينه الذي يؤمن به وتفويته لفرصة هروبه ليقوم بدوره في مساعدة الناس علي حساب نفسه وشخصية الملازم الذي ادرك خطأه وندم عليه. 

الاثنين، 24 مارس 2014

أيهما أسرع :الصوت أم الضوء؟
اتعلمنا في المدرسة ان الضوء اسرع من الصوت وده بيفسر رؤيتنا للبرق اولا ثم سماعنا للرعد بالرغم من حدوثهما في آن واحد لكن الحياة علمتني ان الصوت احيانا يكون اسرع من الضوء وده بنشوفه لما واحد يسرب اشاعة وتلاقي الكل عرف بيها في خلال ثواني فمؤلف الاشاعة يخبر بها شخص فيخبر هذا الشخص غيره وهكذا ولا يحاول احد منهم التحقق من صحة ما ينشره ولا اثر ذلك علي الشخص موضوع الاشاعة او اثر محتوي الاشاعة علي من يسمعها او علي المجتمع بصفة عامة وتجد ان الاشاعة نفسها قد تحولت الي عدة اشاعات حيث نقلها كل شخص باسلوبه الخاصة مضيفا اليها بعض من ابداعاته في التأليف ولا يشعر هؤلاء بما قد يصيب الشخص محور الاشاعة من ضرر الا عندما يتعرض هو نفسه لاشاعة كاذبة او يتضررمن احداها وعندها يصب لعناته علي من يؤلفون الاشاعات ومن يروجون لها بدون تفكير. وحتي عندما يحدث امر ما حقيقي فان هذا الامر عندما يتناقله اشخاص فانهم يحورونه و(يزينونه ) بالاكاذيب فتضيع الحقيقة .وقد اوضح الاسلام اهمية التأكد من الخبرقبل نشره وخاصة ان كان من مصدر غير موثوق وخطورة نشر الاكاذيب فيقول الله تعالي"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
 سمعنا اشاعات كتير من كام سنة مثلا قالوا ان في سلعوة في البلد والناس اترعبت وبقت تقفل الابواب وتنام من بدري وتحبس الاولاد, ومرة قالوا ان الميه مسممة وقمنا بافرغ المياه علي الارض ,ومرة تانية في المدرسة –مع ظهور حالات تسمم من اغذية المدارس- انتشرت في البلد اشاعة ان احد التلاميذ بمدرستنا اصيب بالتسمم وجاءت الاسعاف ونقلته المستشفي ومع انها كانت اشاعة كاذبة الا اننا فوجئنا بالاهالي يقتحمون علينا المدرسة والفصول ويأخذون اولادهم ولا احدثكم عن الرعب الذي اصاب التلاميذ والذي كان يمكنه ان يسبب وفاة بعضهم –وطبعا كانوا هيلقوا التهمة علي التغذية البريئة-. بعض الاشاعات قد تتطلب اتخاذ اجراءات قبل التأكد منها فهذه تكون اجراءات حماية اذا كانت الاشاعة صحيحة ولكن هذه الاجراءات ايضا يجب اتخاذها بصورة صحيحة والا ستتسبب في ضرر لا داعي له . وهناك اشاعات تخص الحياة الشخصية لبعض الناس وقد تكون كاذبة او ليست بالصورة التي انتشرت بها وهذا النوع من الاشاعات لا احترم من يروج لها لانها تسبب الضرر لاشخاص قد تكون بريئة تماما كما اني اراها امور شخصية لا يجب التدخل فيها ,علي عكس بعض الاشاعات التي قد يكون نشرها بمثابة تحذير قد يمنع وقوع ضرر. ما دفعني الي كتابة هذا الموضوع كثرة الاشاعات التي ينشها التلاميذ في المدرسة بالرغم من تحذيرنا وشرحنا لخطورة هذه الاشاعات والنهاردة وانا في المدرسة لقيت بعض الاولاد اللي رايحين او جايين من الحمام او المعمل  تنظر ناحية الغرب وكان هناك دخان وانتشرت اشاعة في المدرسة في ثوان بين التلاميذ –مع اننا كنا قبل الفسحة يعني التلاميذ كل واحد في فصله بس البركة في الحمام -وتقول الاشاعة ان هذا بسبب طائرة وقعت وهدمت عمارة وقال البعض-من التلاميذ طبعا- ان طائرتين اصطدمتا ووقعتا وتحطمتا منفجرتين وهادمتين عمارة وكان في تلميذة والديها يعملان في مدرسة بالمنطقة التي يفترض ان وقع بها الحادث وخافت ان يكون اصابهما مكروه بالرغم من ان والدتها كانت في زيارة توجيه في مدرستنا اليوم...وغيرها من الاشاعات.

طبعا اكتر مروج للاشاعات الان هو التليفزيون والجرائد كوسيلة لجني المال ويساعدها القارئ والمشاهد في الترويج لها-طبعا بدون الحصول علي اجر- والاشاعات دي بقي مش بتدمر اشخاص بس لكن دي ممكن تدمر شعوب وحضارات دا طبعا بالاضافة الي استغلال البعض هذه الاشاعات لاغراض اخري. فلما لا نتأكد من الخبر قبل نشره حتي لا نتسبب في ايذاء من وما نحب ونندم وساعتها قد لا يفيد الندم في اصلاح ما فسد؟

السبت، 22 مارس 2014

اسمك ايه؟
طبعا بمجرد ان تعرف الزوجة انها حامل وربما من قبلها وهي تحاول وزوجها البحث عن اسم مناسب للمولود وقد تجد انهما يحاولان البحث عن اسم جديد لا يوجد في المنطقة التي يعيشان فيها ليكون مميزا (الاسم طبعا وليس الابن في الواقع )او يختاران اسم شخصية شهيرة وقد يسميانه –اذا كان ولدا-  باسم قبيح منعا للحسد او يقرر الاهل  تسميته باس احد افراد الاسرة كالجد او الجدة وهنا قد يكون اسم الجد او الجدة غير مناسب او مضحك او قديم جدا ...الخ لكن احد الزوجين قد يصر عليه ناسيا ان من واجبه نحو ابنه ان يختار له الاسم المناسب الذي لا يخجل من ان يعرفه الاخرون  .فهذا الاسم ان كان قبيح او مضحك قد يؤثر علي نفسيته سلبا- وقد يدفعه في احيان اخري ان يتفوق ليحول انتباه الناس عن اسمه الي انجازاته وان كانت لعنة اسمه قد تظل تطارده وابناءه (تيمور و شفيقة)-. وقد يقول احد الزوجين سيكون اسمه في الحكومة كذا  ولكننا سنناديه بكذا ويدخل الطفل المدرسة ويكتشف الحقيقة. وقد يحاول الطفل اقناع زملائه بان ينادوه باسمه الاخر الذي يفضله  وهكذا يشتهر بهذا الاسم وينسي او قد يجهل الناس اسمه الاخر وينجب هذا الشخص اطفالا يجهلون بدورهم "اسم ابوهم في الحكومة" ولا يكتشفونه الا مع دخولهم المدرسة دا اذا دخلوا  وقد يلحوا علي ابيهم بتغيير اسمه او يحاولو اسقاطه من اسمهم .

من المواقف المضحة او المبكية –لا اعرف- انني ناديت ولد باسمه في القائمة ولكنه لم يتعرف عليه وولد اخر قال ان اسم والده ليس كذا بل ان والدة احد الاطفال اتضح انها لا تعرف الاسم الاصلي لزوجها . قد يكون الشخص له اسم غير الاسم المثبوت في اوراقه لانه يخجل من اسمه الاصلي .ولكن هناك اخرين لهم اسمين كلاهما جميل فمثلا انا مر علي تلاميذ منهم اللي اسمها رانيا وينادونها بسمة واخري نورهان وينادونها حبيبة وثالثة ايمان وينادونها فرح وغيرهم. وكنت اسأل نفسي ليه الاسم التاني مع ان الاصلي جميل وارد علي نفسي يمكن كل واحد ي البيت كان عاوز يسمي المولود اسم ووصلو للاتفاق ده علشان محدش يزعل . وعلي الصعيد العائلي اكتشفت ان اسماء بعض اعمامي وابنائهم ليست اسمائهم الاصلية  وعندما كنت في المرحلة الابتدائية كانت زميلات احدي شقيقاتي يأتون وينادونها باسم اخر غير اسمها الذي نستخدمه وكنت اشتمهم واقول لهم ان اسمها ليس كذا ولكن كذا وعلمت فيما بعد ان اسمها الثاني هو اسم شقيقة كبري لنا توفيت قبلها . وحتي الان لا نناديها باسمها الاصلي ولا يعرفه الكثيرين مع انه ليس سيئا ومع اني لا احب ان انادي شخص باسمه الثاني في حين ان اسمه الاصلي جميل ولا يمانع ان ينادي به . كما ان البعض يغير اسمه لانه لا يعجبه حتي لو كان حلو.مع اني مش باحب ان الشخص يكون ليه اسم تاني طالما اسمه الاصلي كويس ولو مش كويس او مش عاجبه فالافضل يغيره –لان ده ممكن يسبب مشاكل – لكن ان كان لابد لما لا نخبر هذا الشخص باسمه الاصلي ويخبر هو الاخرين به ايضا  حتي لا يتعرض هو او غيره لموقف محرج واذكر ان بنت عمتي قررت ان تسمي ابنها باسم ولكنهم اسموه باسم اخر ولم يخبروها فكان ان ذهبت لاعطائه التطعيم وظلت الممرضة تنادي اسمه الاخرولم تنتبه قريبتي الا بعد فترة عندما لا حظت تشابه اسم الاب والعائلة. كلمة موجهة لمن يسمون ابناءهم باسماء قبيحة او مضحكة لسبب او لاخر ان من حق الابن علي ابيه ان يسميه باسم مناسب واذكر اني قرأت قصة رجل ذهب الي الرسول عليه السلام يشتكيه عقوق ابنه فطلب الرسول عليه اسلام الابن ولما حضر الابن قال للرسول عليه السلام ان ابيه لم يعطيه حقه في ان يكون له اسم مناسب فامر الرسول الاب بتغيير اسم ابنه.

الجمعة، 21 مارس 2014

فيزا لن تري النور

من كام سنة ادارة المدرسة اعطت لنا استمارات وطلبت منا ان نملأها حتي يتم عمل فيزا لكل واحد منا يستخدمها في صرف راتبه من الصراف الآلي وقتما يحب .المهم بعدها بكام شهر -في شهر نوفمبر او ديسمبر 2012 -ذهبنا لاستلام الفيزا من سكرتيرة المدرسة واكتشفت ان الفيزا الخاصة بي لم يتم استخراجها وطلبت مني السكرتيرة صورة البطاقة الشخصية حتي تقدم بها طلب لاستخراج فيزا .ولان الادارة التعليمية بتقفل الساعة اتنين ظهرا وانا انهي عملي الواحدة والنصف او الثانية الا ربع تبرعت اختي لتذهب الادارة وتسأل اذا كانت الفيزا قد تم استخراجها.اختي كل كام اسبوع تروح تسأل ولكن بلا جدوي ويطلب منها الموظف المسئول صورة بطاقة اخري وكنت في هذا الوقت اتسلم مرتبي شيكا اصرفه شخصيا من  البنك الذي يغلق ابوابه الساعة الثانية ايضا  وبعد عدة اشهر وكام صورة بطاقة ذهبت انا واختي الاخري لاستلم الشيك فانتهزت الفرصة وذهبت للسؤال عن الفيزا فلم اجدها- كل ده والموظف لم يكلف خاطره ويحاول معرفة سبب تأخر استخراجها -وبالمصادفة قابلت سكرتيرة مدرستنا واحد معارفنا وحكيت لهما الموضوع فاخذونا الي الموظف مرة اخري وطلبوا منه ان يبحث عن سبب المشكلة واتضح ان الفيزا الخاصة بي صادرة باسم سيدة اخري تابعة للصحة ولكن الفيزا برقمي القومي .اختي غضبت وتحدثت عن اهمال بعض الموظفين وكان احد الموظفين الاخرين جالسان في نفس الغرفة فعلق بعبارة " دي غلطة واحدة بين 400 مدرسة" انا في الحقيقة غاظني تعليقه اللي بيوضح اهماله واستهتاره وكنت عاوزة اقوله –بس طبعا مقولتش-ان احنا في مدرستنا لوحدها اتنين غيري كان عندهم اخطاء في الفيزا –ولكنهم قاموا باصلاحها- المهم السكرتيرة طلبت منه يشرح لنا  ايه اللي مطلوب نعمله علشان نصلح الغلطة وايه الاوراق المطلوبة . وبعد العديد من السفر والاوراق والتنقل بين الادارة التعليمية والمديرية بالمحافظة طلعت الفيزا ولكن ..............تابعة لوزارة الصحة! –الكلام ده كان الاسبوع اللي فات يعني في مارس 2014-يعني بقالي سنة واربع شهور وانا عارفة ان(احبال الحكومة طويلة بس دي حاجة مش مستاهلة ولا هي طلب وظيفة هيماطلوا فيه علشان يوفروا الفلوس) -وطلب منها الموظف في المديرية انها تروح الادارة التابعة لها وتطلب من الموظف يصحح البيانات فقلت لاختي "اما  المشاوير والورق  والحاجات دي كلها كانت علشان ايه ؟! انا مش عاوزة فيزا ولا تحاولي تصلحيها ولا تتعبي نفسك " لكنها اخبرتني انهم في الادارة يطلبون من الجميع سرعة استخراج الفيزا لانهم لن يقوموا باصدار شيكات فقلت "طب انا ذنبي ايه و اعمل ايه لا هم طلعولي الفيزا ولا هم عاوزين يتحملوا غلطهم ويطلعوا شيك" اخوتي ووالدتي قالوا لي ان المدرسة هي المسؤولة عني وعليها انها تحل المشكلة وطلبت مني اختي الاخري ا لا اذهب الي المدرسة حتي يتم حل الامراما ابي فطلب مني اسم الموظف المسئول حتي يرفع عليه شكوي .طبعا انا مش هاغيب عن المدرسة ولا يعرف احد بها مشكلتي الا السكرتيرة التي اخبرتها عندما علمت بالخطأ الثاني .ولم اخبر ابي باسم الموظف فانا لست متأكدة من المخطئ الحقيقي ولا اريد ان اظلم احد كما لا احب حل مشاكلي بهذه الصورة وان كنت قد الجأ الي هذا ان كانت هذه الطريقة ستجعلهم اشد حرصا في المرات القادمة. ماذا كنتم ستفعلون لو انكم في مكاني؟

الثلاثاء، 18 مارس 2014

يا رب ولد
طبعا انا لا اقصد فيلم فريد شوقي وان كان الموضوع مرتبط بفكرة الفيلم وهي تفضيل البعض لانجاب الذكور علي الاناث. تجد في المجتمعات الشرقية عموما وفي الريف والصعيد وفي الطبقات متوسطة التعليم خصوصا ترسخ فكرة سمو الذكر علي الانثي فتلاقي الزوج ممكن يطلق زوجته بحجة انها لا تنجب الا اناث وكأنها لها دخل في هذا الامر وحتي بعد ان اثبت العلم ان الزوج هو الاساس في تحديد جنس المولود . وانا الحقيقة مش بحب اجادل الناس اللي بتعمل كده باني اقول العلم اثبت هذا ولكن اقول لهم "ان الله يختار لك ذكر او انثي لحمكة ولخير لك ستدركه فيما بعد ".قد يقول البعض "والله انا مش باعترض ولا باكره البنات انا بس نفسي في ولد يشيل اسمي من بعدي والرسول عليه الصلاة والسلام قال "او ولد صالح يدعو له" )وطبعا نسي او تناسي باقي الحديث ولم ينتبه ايضا الي كلمة "صالح" فماذا لو لم يقم بتنشئة هذا الولد التنشئة الصحيحة عندها سيلعن الجميع هذا الولد واهله وبدلا من ان يدعو له سيدعي عليه ليس هو فقط بل المجتمع كله وقد يكون سببا في دخوله النار, وقد تكون كلمة ولد يقصد بها ولد او بنت ولكن استخدم اللفظ المذكر لجوازه للجنسين وهذا نجده في القران كثيرا. وقد يقول البعض(انا عاوز بس ولد يكون سند لي ولاخواته البنات لما يكبر)ولو بصينا حوالينا هنلاقي ان عادة البنت هي اللي بتكون سند لاهلها واخوها اما الولد ففي الغالب بينفصل بزوجته عن اهله ولا يراهم الا في المناسبات  –ولكن هناك طبعا اولاد بيكونوا صالحين مع اهلهم قبل وبعد الموت وبرضه بنات مش بتنفع اهلها وبتجلب الهم والعار لاهلها وفي النهاية دا بيرجع للاهل الذين لم يحسنوا تربيتهم- . اما بقي اللي حجته انه عاوز ولد يشتغل ويصرف علي البيت فدلوقتي بالذات في بنات وستات ناجحة في عملها اكتر من الرجال وبتعيش اهلها في مستوي مادي افضل مما يفعل الرجل . وقد تجد البعض يكره انجاب البنات لان "تربيتهم صعبة وهمهم كبير وبيخافوا عليهم وانهم ضعفاء" ودول بقي مش فاهمين معني التربية صح وفاكرين ان الولد يجوز انه يعمل الغلط ومش هيكون مذنب او الناس تعيب عليه زي البنت مع انهم لو تأملوا القران لوجدوا ان الاسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة في العقاب علي نفس الجريمة بل يساوي بينهما. الابشع من كده ان ممكن الزوجة اللي عندها بنات كتير تقتل الجنين لو عرفت انه بنت .
ولكن في ازواج بيرضوا بما رزقهم الله من الاناث ويكرسون حياتهم لتربيتهن تربية قويمة اخلاقيا وعلميا وعاطفيا و انا اعرف ناس كتير عندها بنات اثبتت انها افضل من رجال وشرفت اهلها واعلت من شأنهم واسر اخري لديها ذكورا كانوا سببا في معاناتها وجلب العار لها واصبحت تتمني لو لم تنجبهم.

طبعا في ناس بيكون عندها بنات وبتربيهم كويس لكنها بتتمني من داخلها ان تنجب اولادا فهذا طبيعي لنا كبشر  ولكنها لا تغضب او تتذمر اذا رزقت بنات فقط بل ترضي بما يختاره الله لها لانها علي يقين انه الخير لها.

الأحد، 16 مارس 2014

أطفال الشوارع :ضحايا أم جناة؟
من هم اطفال الشوارع؟ يري البعض انهم اولئك الاطفال الذين جاؤا بصورة غير شرعية وتخلص منهم آباؤهم و هؤلاء الذين لم يستطع اهلهم الانفاق عليهم فتركوهم في الشارع ومن فقد والديه فلم يجد من ينفق عليه  وكل من لا يعرف احد له اهل واتخذ من الشارع بيتا له. ولكن من وجهة نظري ان هناك فئات اخري يمكن ان نضمها  اليهم وهم الاطفال الذين انشغل عنهم اهلهم بجمع المال وبخلوا عليهم بالتربية الاخلاقية والعاطفة وهؤلاء وان كانوا لهم بيوت واهلهم معروفين ويلبسون ويأكلون الافضل الا انهم مثل اطفال الشوارع حرموا من الدفء العاطفي والتربية الاخلاقية   , وهناك ايضا الاطفال الذين استغلهم اهلهم لجمع المال كأن يجعلوهم يعملون او يعلمونهم السرقة او التسول .وهناك ايضا الاطفال الذين تم اختطافهم وتحويلهم الي مجرمين.
ان اطفال الشوارع هم السم البطيء او القنبلة الموقوتة التي تدمر المجتمع . فأطفال الشوارع يمثلون مجتمع متكامل من الجريمة ابتداءا من سرقة الجيوب الي العصابات الدولية والجواسيس. وهؤلاء الاطفال وان كان بعضهم يعمل منفردا الا ان اكثرهم ينضمون –برغبتهم او اجبارا- الي عصابات منظمة يديرها بالغون.ويكبر هؤلا الاطفال ناقمين علي المجتمع الذي هو من اوجدهم ثم يعاقبهم وحدهم علي ذنب هو طرف رئيسي فيه .
ولكن ما اسباب هذه الظاهرة . ستجد اكثر الاجابات هي سوء الاحوال المادية للاهل فيلجأون للتخلص من الاولاد بالقاءهم في الشارع .الم يكن من الاولي بهم مثلا الا ينجبون هذا العدد من الاطفال طالما انهم لن يستطيعون تحمل مسؤوليتهم –وان كانت المشكلة هي ليست قدرة علي تحمل مسئولية هذا العدد الكبير بقدر ما هي استعداد ورغبة في تحملها-  الم ينظروا الي اسر اسوأ منهم ماديا ولم يلقوا بابنائهم بل ضحوا من اجلهم   فاصبحوا افراد صالحين للمجتمع الم ينظر هؤلا ء الي اولاد الاغنياء الذين يتحولون إلي مجرمين ليدركوا ان المال وحده ليس كل شيء يحتاجه الطفل لينشأ فردا صالحا.
ان اطفال الشوارع ان كانوا هم من يرتكبون الجرائم فان المجرم الحقيقي هو من دفعهم الي ارتكاب هذه الجرائم فقبل ان نحاسب هؤلاء الاطفال علينا ان نحاسب من تسببوا في وجدوهم ومن العجيب اننا سنجد ان كل واحد منا مشترك في هذه الجريمة وليس الاطفال واهلهم فقط و اذكر انني كنت اشاهد مسلسلا تركيا تحكي بعض حلقاته عن محاولة البطل التكفير عن ذنب ارتكبه في حق احد هؤلاء الاطفال ليتضح انه ليس وحده الذي اساء الي هذا الطفل .
ومن الامانة الاشارةالي ان الدولة تحاول حل هذه المشكلة فظهرت المؤسسات التي ترعي مثل هؤلاء الاطفال فهناك الملاجئ والاصلاحيات وغيرها.ولكن بعض من يعملون في  هذه المؤسسات بدلا من ان يخففوا من معاناة هؤلاء الاطفال زادوا من معاناتهم ونقمتهم علي المجتمع وهروبهم من هذه المؤسسات بسوء معاملتهم للاطفال بها سواء بدنيا او معنويا. وليست كل هذه المؤسسات سيئة بل ان بعضها يساهم في اخراج افراد صالحين للمجتمع  بل وان بعضهم يكون له دور رائد في المجتمع ومع هذا فبمجرد ان يعرف المجتمع حقيقة كونه مجهول الاهل يبدأ في نبذه بالرغم من انه قبل هذا كان يقف له احتراما و هكذا يعاقبهم علي ماضي هم ليس لهم ذنب فيه . وبالرغم من ان هناك افلام ومسلسلات وبرامج ناقشت هذه المشكلة واسبابها وابعادها الخطيرة وما يتعرض له هؤلاء الاطفال من سوء معاملة داخل بعض هذه المؤسسات وخارجها الا انه لم يظهر انحسار لهذه الظاهرة بل زادت سوء .اذكر اننا عندما درسنا في الكلية قصة " اوليفر تويست" اخبرنا الدكتور ان هذه الرواية كانت سببا في تحسين احوال الاصلاحيات في هذا الوقت لانها لفتت نظر الدولة لما يحدث فيها والاثر السيء لهذا علي المجتمع. .
من وجهة نظري الشخصية ان علاج المشكلة يكمن في تغيير نظرة المجتمع لهؤلاء الاطفال واحتوائهم ثم البحث عن الاسباب المختلفة لهذه الظاهرة وعلاجها  حتي نقي انفسنا منها . وبهذا بدلا من ان يصبح هؤلاء سبب في تدهور المجتمع يكونوا احد دعائم تقدمه.

السبت، 15 مارس 2014

الدروس الخصوصية: نعمة ام نقمة؟
انتشرت الدروس الخصوصة بصورة كبيرة في الفترة الاخيرة واصبحت كالوباء الذي يعتصر جيوب الاباء ليصبها في جيوب بعض من يسمون انفسهم مربي اجيال.
هل الدروس الخصوصية ظاهرة ضارة ؟ من وجهة نظري هي كغيرها من اشياء كثيرة ليست ضارة في حد ذاتها ولكن سوء استخدامها او استخدامها بصورة مبالغ فيها هو ما يجعلها تظهر بصورة سيئة. قديما كانت الدروس الخصوصية علي شكل مجموعات تقوية قاصرة علي ضعاف الطلاب بغرض تقويتهم ومساعدتهم علي اللحاق برفاقهم وكان التلميذ يشعر بالخجل اذا علم زملاءه بانه يحضر مجموعات تقوية .وكانت تلك المجموعات تؤتي ثمارها غالبا .أما الان فاصبحت الدروس الخصوصية مجالا مفتوحا لجميع الطلاب سواء كان في حاجة اليها ام لا والاسوأ انها لم تفرق بين الضعيف والمتفوق فتري الطالب المتفوق مع الطالب الضعيف في الدرس ولا يراعي المعلم ذلك في طريقة شرحه التي تخاطب الطالب المتفوق فقط والذي يطغي علي الطالب الضعيف فيصبح وجوده في الدرس مثل عدمه ولا يكلف المعلم نفسه بتفريقهم في مجموعتين ليسير مع كل منهم بالسرعة التي تستوعبها عقولهم لان ذلك سيفوت عليه فرصة تكوين مجموعة اخري تدر علي ارباحا ومن المثير للسخرية ان هذا المعلم قد يبرر سوء نتيجته في المدرسة بتكدس الفصول بالتلاميذ بالرغم من انه قد تجد ان المجموعة الواحدة عنده قد يصل عددها احيانا الي ضعف عدد تلاميذ الفصل في المدرسة ولكنه لا يشتكي لان كل زيادة في عدد المجموعة يقابلها زيادة في الارباح التي تدخل جيبه . هناك بعض المعلمين الذين يختبرون الطلاب قبل قبولهم فاذا فشلوا لم يقبلوهم وكأنهم لا يريدون ان يتعبوا انفسهم معهم في حين ان هناك من سوف يحصلون منه علي نفس السعر ولكن بمجهود اقل. ألم يكن اولي بهم ان يجعلوا الغرض من هذا الاختبار هو ان يكون اساس لتصنيف الطلاب في مجموعات يعمل معها وفقا لمستواها ليحقق افضل النتائج ؟ ولكنه نسي الهدف الحقيقي من الدروس واصبحت عنده سبوبة للحصول عي المال وفقط . والادهي من ذلك انني لاحظت عندنا ان البعض ممن هم ليسوا معلمين ولا علاقة لهم بالتعليم يعطون دروس لتلاميذ الابتدائي علي اعتبار يعني ان المنهج بتاعهم بسيط و مش محتاج  تخصص اوي واهو يساعدوا العيال ويساعدوا نفسهم وطبعا بتيجي علي دماغ المعلم في المدرسة اللي بيلاقي( مواهب)طالعة من العيال دول   . وهناك صنف من المعلمين يجبرون تلاميذهم علي اخذ دروسا عندهم أويضطهدون من لا يأخذ دروسا  او من يأخذ دروسا عند اخرين وصنف اخر يبخل علي تلاميذ الفصل بالشرح الجيد الوافي ويجزل العطاء لتلاميذ الدرس ليدفع التلاميذ لاخذ درس عنده , وغيرها من اساليب الجذب.
ولكن من الانصاف ان نقول انه هناك بعض المعلمين الذين يراعون الله في عملهم ويتخذوا من معلم البشرية سيدنا "محمد"عليه السلام القدوة فجمعوا بين الاخلاق والضمير والتمكن من مادتهم  ومنهم من يعطي دروسا لا ليجمع المال ولكن ليساعد طلابه في المقام الاول فيراعي ضميره في الفصل كما يراعي ضميره في الدرس و يراعي الفروق بين الطالب الضعيف والطالب القوي فيتعامل مع كل بالصورة التي تفيده .
ما سبب انتشار هذه الظاهرة بهذا الشكل السيء؟ هل هو تدني الاحوال المادية للمعلم؟هناك من هم ادني منه ماديا ولكن لم يبيعوا ضمائرهم وكان الاولي بالمعلم ان يحاول تحسين احواله بشكل ارقي كأن يساعد ضعاف الطلاب وما اكثرهم وبهذا يكون افادهم  وحسن من مستواه المادي دون ان يفقد احترام المجتمع بل سيزيد من احترامه له . هل هم الاهل الذين يجبرون المعلمين علي اعطاء دروسا لابناءهم حتي لو كانوا متفوقين ولا يحتاجونها معتقدين ان هذا هو الطريق الوحيد ليصبحوا متفوقين أو اكثر تفوقا ويدخلون احد كليات القمة ؟ هناك تلاميذ يرسبون بالرغم من انهم يأخذون دروسا بل قد يأخذ بعضهم درسين في المادة الواحدة عند اثنين من المعلمين ولكن بلا فائدة فيومه يصبح ذهاب من مدرسة الي درس ثم الي اخر فينقضي اليوم فلا يجد الوقت ليذاكر ما تعلمه .هل السبب هو صعوبة المناهج وعدم كفاية وقت الدراسة؟ لوعلم الاهل والمعلمون الطالب ان يفكر ولو قليلا ويستفيد من التكنولوجيا المتوفرة لديه بصورة صحيحة لتغلب علي هذا . هل اصبحت الدروس موضة ؟ ليست كل موضة تناسبنا فعلينا ان ننتقي منها ما يناسبنا فقط لا ان نقلد تقليد اعمي .وهل السبب ان التلميذ اصبح كسولا فلم يعد يفكر واراد الحل السريع ؟و هل لان المجتمع اصبح يقدر كل فرد بما يملكه من مال (معاك قرش تسوي قرش) ؟ هل لان المجتمع لا يوفي المعلم حقه سواء ماديا او في احترامه وتقديره لمكانته؟ كان اولي بالمعلم ان يحاول هو ان يدفع المجتمع الي هذا باحترمه لمهنته. كان اولي بالمعلم ان يحاول تصحيح هذه الفكرة لتلاميذه ليصبح الجيل القادم افضل ولكنه لم يحاول حتي تصحيحها لنفسه بل سلم بها بدون تفكير. وهل ؟ و هل؟ كثير من  الاسباب التي ليس احدها بل جميعها تسبب في الظاهرة والجريمة مشتركة بين المعلم وولي الامر والتلميذ ووزير التعليم أي المجتمع كله و مع ذلك فكل منهم يلقي اللوم علي الاخر.
ومن المثير للسخرية انه بالرغم من الانتشار الوبائي لهذه الظاهرة الا ان مستوي التلاميذ لم يتحسن  بل لقد قل وزادت الفجوة بين الطالب المتفوق والطالب الضعيف.ربما لان المعلم اتخذ من الدروس وسيلة لجمع المال فقط واعتقد الاهل والأولاد ان الدروس تطعم اولادهم التفوق بدون ان يكلفون انفسهم عناء التفكير والمذاكرة قليلا . وبالرغم من ان النتائج اثبتت فشل الدروس بهذا الشكل الا ان التلاميذ لم يتوقفوا عن اخذها ولم يحاول الاهل ان يكلفوا انفسهم عناء البحث عن سبب فشلها ولا حتي يعترفون بهذا الفشل فتجد اكثرهم يقول عبارات مثل " انا بخليه ياخد درس علشان اخلص ضميري منه وميكونش ليه حجة"
لقد اصبحت الدروس تجارة يتنافس عليها المعلمون فظهرت مراكز لاعطاء دروس خصوصية واصبحت الحجز ويا بخت اللي يلحق يحجز قبل ما العدد يكتمل وخاصة لو كان صاحب المركز من كبار المعلمين واشهرهم وطبعا لم يخل الامر من امور الواسطة.
هل لو كان أحمد شوقي عاش الي هذا الوقت هل كان ليقول هذا البيت من الشعر
قم للمعلم وفه التبجيلا        كاد المعلم ان يكون رسولا
لقد اساء المعلم الي نفسه عندما حول مهنته السامية مهنة الانبياء الي وسيلة لجمع المال وفقط .
اقولها مرة ثانية ليس كل المعلمين بهذه الصورة السيئة ولكن كثرة او مدي سوء افعال بعض المعلمين اساء للقلة المحترمة تماما كما هو الحال مع الاطباء والمحامين ورجال الاعمال .........الخ
فكل الاحترم والتقدير لكل من احترم مهنته ولم يحولها الي وسيلة فقط لجمع المال او الشهرة.


الأربعاء، 12 مارس 2014

ليست مجرد كلمات
بالرغم من ان الكلمة لا تحتاج الي الكثير من الجهد البدني او المادي الا ان تأثيرها كبير علي الجوانب البدنية والعقلية والمعنوية للانسان سواء  بالسلب او الايجاب. فهناك كلمات قد تقتل افراد واخري تبث الحياة في نفوس قد يئست وهناك كلمات تندلع بسببها حروب واخري قد توقف حروب وكلمات تشفي امراض استعصي علي الطب  علاجها واخري تسبب امراضا لا شفاء منها واخري كانت سببا في نجاح وغيرها كانت سببا في فشل. وديننا الاسلامي لم يفته ما للكلمة من تأثير علي الناس فكان الرسل من افضل الناس كلاما لما لهذا من اثر طيب علي نجاح رسالتهم ووصولها الي قلوب الناس . قال تعالي "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وقال عز وجل ايضا "فقولا له قولا لينا" وقال في اية اخري "وجادلهم بالتي هي احسن" وغيرها من الايات التي ايضا تحذر من الاضرار التي قد يسببها الكلام ومنها قوله تعالي "يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين". كما قال علي السلام " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر قليقل خيرا او ليصمت"
هناك افراد اشد بخلا من البخيل بالمال وهو البخيل بالكلمة الطيبة فماذا يضير المرأة المتزوجة من رجل فقير لم يستطع ان يشتري لها خاتما مثلا طلبته منه في عيد زواجهما  ان تقول له عبارة مثل " ولا يهمك دي كلها كماليات ملهاش لازمة ومتفاته المهم انك جنبي وبخير وبعدين الحاجات دي عند الناس كلها لكن مش كل الناس عندها زوج رائع مثلك" وانا متأكدة انه هيحاول ويبذل جهده انه يوفر لها كل شيء علشان يسعدها .وماذا يضير الزوج ان يقول لزوجته من حين لاخر عبارة مثل " اتعلمين انك اغلي شيء امتلكه فانت كالجوهرة النفيسة التي لا يملكها سوي المحظوظون" وحينها ستحاول الزوجة ان تفعل كل ماتسطيع فعله لتكون افضل واجمل زوجة في عين زوجها .
وماذا يضير المعلم من ان يقول لتلميذ ضعيف حاول المشاركة ولكنه اخطأ الاجابة  عبارة مثل " انا مبسوط انك شاركت معانا والمرة الجاية ان شاء الله تكون تكون اجابتك صح بس ركز معايا شوية وساعتها هتعرف انك  زي زمايلك اللي جاوبوا صح ويمكن احسن كمان" بدلا من عبارة مثل " يعني بقالك سنة ساكت واول ما تنطق تجاوب غلط اقعد يا غبي" فساعتها الولد ممكن يفضل ساكت طول الحصة حتي لو عرف اجابة سؤال ويمكن يسيب المدرسة خالص و ايه اللي يضر لو سأل سؤال سهل وولد ضعيف رفع ايده يخليه هو اللي يجاوب ويشجعة بكلمة زي "برافو ممتاز كل الفصل يسقف له" وساعتها الولد  ممكن يبدأ يركز ويتحسن مستواه.
وايه الخسارة لو مدير شركة جه مرة في وسط اجتماع لطاقم الشركة مدح فرد منهم بيخلص في عمله ساعتها الفرد ده هينسي تعبه وهيبذل جهد اكبر ويمكن زمايله يحاولو يقلدوه في تفانيه في عمله . او يقول لهم عبارة زي" لولا جهودكم ما كانت هذه الشركة لتنجح هذا النجاح الباهر "
 شهادة التقدير هي اكبر دليل علي ان الكلمة لها تأثير كبير . وفي ناس كتير عندها شهادة التقدير افضل من المكافات المادية.
لو بصينا حوالينا وفي حياتنا  احنا نفسنا هنلاقي نجاحات و فشل كان السبب فيها مجرد كلمات . لهذا فعلينا ان ننتقي كلامنا والاهم من ذلك ان  نقوله في الوقت المناسب  .



الأحد، 9 مارس 2014

 جسد بلا روح

 كانت قريتنا قرية فقيرة بيوتها اغلبها طابق واحد مسقوف بالالواح الخشبية ولا يوجد بها من محلات سوي محلات البقالة فقط  كان هناك نوعا من الترابط بين اهلها وبقية من اخلاق قلما تجدها فيما يجاورها من قري ولكن في خلال الخمس سنوات الماضية او اقل قليلا بدأت مظاهر الثراء تعلن عن نفسها يوازيها انحدار في الاخلاق وانحلال الترابط بين  افراد البيت الواحد فتجد الاخ يقاتل ويقاطع  شقيقه من اجل قطعة ارض وتري الابن يصرخ في وجه ابيه لاتفه الاسباب وتري الاغنياء يتنافسون في بناء العمارات الشاهقة ذات التجهيزات الفاخرة علي احدث موضة لابناءهمم واحفادهم  الرضع أوالذين لم يأتوا بعد  وبدأ صراع البحث عن المال واصبحنا نعيش عصر جاهلية جديد فأصبحنا عبيدا للمال فأصبح المعلم يعطي دروسا لا ليساعد تلاميذه ولكن ليحصل علي المال سواء استفاد تلاميذه ام لا وتري المحامي يدافع عن شخص وهو يعلم انه ليس علي حق بحجة ان الجميع هكذا فمن اين له ان( يسترزق) وتري عمال البناء يأتون اليك  يوم ثم يفوتون عشرة ايام ليبدأوا اعمال  عند عشرة اخرين حتي لا تفوتهم فرصة ونجد الطبيب لا يحافظ علي حياة مرضاه لان هذا واجبه ولكن ليجد من ينقذ جيبه عند الحاجة ونجد ملائكة الرحمة تحولوا الي ملائكة جحيم وغيرهم متناسين جميعهم ان الموت يأتي فجأة فلا يتمتعون بما جمعوه في الدنيا ولا يشفع لهم في الاخرة بل قد يكون سببا في هلاكهم والحقيقة ان معظم من كنزوا المال و بنوا العمارت ماتو من دون ان يتمتعوا بالعيش فيها ولكن لا احد يتعظ . انشغل الكل بجمع المال من اجل سد حاجات انفسهم و اطفالهم – التي هي حاجات معظمها من صنعهم ليبرروا لانفسهم محاولة اشباعها- ولم يحاول السواد الاعظم منهم ان يعلم هؤلاء الاطفال الغرض من جمع المال ولا كيف يحسن استغلاله ليستفيد منه في الدنيا والاخرة وكانت النتيجة ان تشرب الابناء العادة فبدأوا يبحثون عن طرق لجمع المال فنجد الطفل قد يسرق من اهله او زميله ونجد اخر ترك التعليم ليتعلم مهنة يكسب منها المال لينفق علي الطعام والملبس وفاتورة المحمول والسجائر وما خفي كان اعظم . ابناء قريتي يسافرون للزراعة في المناطق الصحراوية  في الوادي الجديد وابي سمبل واسوان وغيرها كانوا يزرعون شتاءا ويقضون شهور الصيف مع ابناءهم ولكن طعم المال اغراهم فاصبحوا يزرعون طوال العام ليسدوا حاجات ابنائهم المتزايدة علي حد قولهم واصبح الطفل لا يري والده الا في الاعياد وقد لا يراه فيها ايضا واصبحت تربية الابناء علي عاتق الام المنشغلة بالاعمال المنزلية هذا ان لم تكن مرأة عاملة ويصبح الشارع هو مأوي الطفل طوال اليوم ولا يعود الا للنوم أو لتناول الطعام الذي كثيرا ما يتناوله خارج البيت علي صورة وجبات سريعة يشتريها من مصروفه  وهكذا تضيع الفرصة الوحيدة التي قد تجتمع فيها الاسرة واصبح دور الاب من وجهة نظره التمويل فقط فيأتي الاب يومين ليستريح من عناء العمل فيفاجئ بأن ابناءه فاشلين دراسيا ومنحرفين اخلاقيا فيبدأ في لوم الزوجة التي لا تؤدي دورها في تربية ابنائه متجاهلة العناء الذي يبذله هو في سد احتياجاتهم التي لا تنقطع واذا كانت الزوجة حكيمة قليلا وحاولت تعليم ابنائها بعض الاخلاقيات يأتي الزوج ليهدم ما بنته بحجة انه لا يأتي الا ( يومين ومش عاوز يزعل فيهم العيال فيسيبهم يدلعوا شوية )  اصبح دور الاب والام تجاه الطفل هو اشباع حاجات الجسد ونسوا او تناسوا ان الانسان جسد و روح وان ارادوا ان ينشأ ابناءهم بطريقة سليمة  فعليهم ان يهتموا بالجانبين معا. لم يفكر احدهم ان  تربية الابناء – وخاصة في جانب الروح - هي عملية مشتركة بينهم .  اصبحت الام في نظر الطفل خادمة تنظف البيت وتغسل الملابس و تطهو الطعام واصبح الاب هو البنك الذي يقترض منه دون فوائد و رد هذا القرض وهذه الخدمة يكون مؤجل الي ان يصير شابا يرده في صورة رعاية لهم في الكبر  وحينها قد لا يستطيع الوالدين استرداد القرض لانهما لم يأخدا ضمان وهو التربية الاخلاقية والروحية التي لم يغرساها في ابنائهما .
ونجد انفسنا نحن المعلمون نعلم اطفالا يأتون الي المدرسة كنوع من العقاب الذي فرضه الاهل عليهم وبإغراء من المصروف الكبير الذي يأخذونه من والديهم اللذان اعتقدوا ان المال وحده سيعلم ابناءهم .لم يراعوا ان هناك اطفال يتلقون مصروفا لا يذكرأو لا يتلقون مصروفا . واذكر اختي وهي تحدثني ان ابنة شقيقة زوجها التي تشتكي لوالدتها قلة مصروفها الذي لا يتعدي النصف جنيه في حين ان زميلاتها يأخذن خمسة جنيهات او اكثر هذا غير ما يأخذونه بعد المدرسة واتذكر عندما كنا صغارا وكان ابي يحضر الفاكهة وتطلب منا امي الا نأكلها في الخارج مراعاة للاخرين الذين لا يستطعون شرائها . ونصبح في حيرة من امرنا فنحن واجبنا ان نساعد الطفل علي مواجهة الحياة الواقعية و التي اصبحت بحث عن الماديات فقط فهل نغرس فيهم القيم المادية التي سيواجهونها في الحياة الحقيقية ام نغرس فيهم القيم الانسانية التي انقرضت فيخرجون للواقع ويصدمون بما يرونه من تناقض بين ما تعلموه وما يواجهونه فينبذون ما تعلموه وراء ظهورهم وينغمسوا في الواقع المرير ويضيع مجهودنا هباء  ام نحاول ان نكون متفائلين و نقوم بواجبنا المقدس من التربية الصحيحة المتكاملةعلي امل ان نصنع منهم نواة لاصلاح المجتمع ليصبح في المستقبل ليس فقط جسد ولكن ايضا روح افتقدها هذا الحاضر.
ولكن من الانصاف ان اقول انه هناك اقلية تجاهد وسط عالم الماديات هذا من اجل تنشئة ابنائها تنشئة متكاملة جسديا وروحيا واخلاقيا ولكن اخشي ان يضيع مجهود هذه الاقلية  فتبدأ تدريجيا في الانحدار الي عالم الماديات او الي عالم اليأس.






الخميس، 6 مارس 2014

مرسي ولا سيسي؟
لوقت قريب وتحديدا قبل ثورة 25 يناير كانت الناس مبتتكلمش في السياسة يمكن خوف او عدم اهتمام لكن بعد الثورة اتغير الوضع وبقي الكل حتي طفل ما قبل الحضانة بقوا بيتكلموا في السياسة مع ان غالبيتهم ميعرفوش يعني اية سياسة دولة وبقت السياسة عاملة زي الموضوع العام اللي كل  واحد لازم يقول رأيه الشخصي فيه وبقيت انا في الفصل اسمع  الولد ده بيتكلم عن مرسي او السيسي وكأنه محلل سياسي مخضرم  وبدأت تحصل انقسامات سياسية في المدرسة بين التلاميذ اللي بتشجع السيسي وتلك التي تشجع مرسي والاخوان بالرغم من ان التلاميذ دي مازالت اطفال لايمكنها استيعاب مثل هذه الامور التي لا تؤخذ بظاهرها فقط واصبح من المعتاد ان تجد هذا التلميذ يدخل في نقاش حاد مع ذاك التلميذ الذي يخالفه في الاتجاه السياسي وقد يصل الامر الي حد الدخول في مشاجرة دامية وتراشق بالالفاظ الخارجة وحتي بعد ان يتم انهاءها من قبل ادارة المدرسة قد يتوعد احد الطرفين الاخر بانه سيقوم (بتربيته ) بعد انتهاء اليوم الدراسي وفعلا نجد هذا الولد قد جمع عدد من اتباعه من داخل المدرسة وخارجها ويدخلون في مشاجرة اخري يقوم اهالي المنطقة بفضها لاعنين التلاميذ واهلهم .
ويأبي التلميذ الا ان يجهر ويفتخر بانتمائه  لحزب معين فتري ادواته تزخر بعبارات وصور تمجد التيار الذي ينتمي اليه ولا يكتفي التلميذ بهذا فتري كراساته وكتبه مزينة برسومات مماثلة فضلا عن جدران الفصول والمدرسة عامة. وبالرغم من التحذيرات التي يلقيها المعلمون وان المدرسة ليست لمثل هذه الامور وانه لا يجب التحدث في مثل هذه الامور التي لا يفهمونها وضرورة احترام اراء الاخرين والا يتكلمون فيما لا يفهمون الا ان الامور تزداد سوءا خاصة ان اهل هؤلاء التلاميذ هم افراد متعصبون لتياراتهم السياسية وهم من يشجعون بل ويفتخرون بأفعال اولادهم التي لا تساوي شيئا امام  سوء اعمالهم انفسهم .
احيانا الاقي ولد او بنت بيسألوني انا تبع مرسي ولا السيسي فبحاول اكون حيادية واوضح لهم ان مرسي والسيسي زي أي شخص لهم عيوب ومميزات وان انا باشجع مميزاتهم وبرفض عيوبهم علي امل انهم يتبنوا مبدأ الحيادية لغاية ما يكبروا ويوصلوا للمرحلة اللي ممكن عندها يقدروا يحكموا صح , مع ان انا نفسي بقيت حاسة اني تايهة ومش فاهمة أي حاجة عندما اسمع كلام زميلاتي  المدرسات وهن يتكلمن مؤيدات هذا التيار او ذاك واري كل طرف يحاول اقناعي بصواب رأيه فأصبحت استمع لكلامهن فقط من باب ادب الانصات للاخرين وفقط بدون ان احاول الانحياز لهذا او ذاك التيار.


الأربعاء، 5 مارس 2014

اطفالهم واطفالنا
بالرغم من اننا في مدرسة ابتدائي الا اني باحسن اننا في مدرسة ثانوي او جامعة والسبب ان التلاميذ اللي عندنا- بما فيهم اطفال الحضانة-  والمفروض انهم لسه في مرحلة الطفولة – حتي وان كانت طفولة متأخرة بس برضه اسمهم اطفال- بيتصرفوا ويتكلموا- داطبعا غير المظهر- وكأنهم في مرحلة مراهقة وتلاقيهم فاهمين كل حاجة – ماعدا اللي بيدرسوه في كتب المدرسة طبعا- وممكن يتكلموا عن حاجات خاصة بالكبار انت يا كبير مسمعتش عنها.مبقاش في الاطفال الساذجة العبيطة اللي متعرفش اكتر من اللي المفروض تعرفه في سنها ده, بمعني ادق ماعدش في اطفال بالمعني الحقيقي للكلمة.في اوقات باقعد اقارن بينا لما كنا اطفال وبينهم دلوقتي فاحس كأني باقارن بين طفل حضانة وخريج جامعة طبعا المقارنة دي باعملها بيني وبين نفسي فمابحسش بالخجل من مدي السذاجة اللي كنا فيها واحنا صغارعلي عكس لما اكون قاعدة والاقي واحدة في ثالثة اورابعة ابتدائي بتكلمني كلام بيحسسني انا انها امي وبتهيأني لمرحلة عمرية جديدة وانا مش فاهمة حاجة ولا عارفة ارد.
اتذكرت موقف حصلي وانا تلميذة في الابتدائي كنت فيه اد اية ساذجة وعبيطة لكن في نفس الوقت كنت طفلة بريئة . كنت انا واختي الاصغر مني وبنت عمي راجعين من المدرسة وكان باقي معانا من مصروفنا شلن – والشلن للي ميعرفهوش بيساوي واحد علي عشرين من الجنية الحالي اللي مبقاش بيساوي حتي الصفر  اللي علي الشمال اللي ملوش قيمة زي ما اتعلمنا-  المهم قررنا نصرف الشلن ده ونجيب بيه بسكويتة فدخلنا صيدلية- ايوة صيدلية مش بقولكم اطفال – طبعنا الصيدلي ضحك – مش متأكدة بس اكيد ضحك دا ان ماكنش مات من الضحك- وقالنا ان معندوش بسكويت فخرجنا من الصيدلية .كانت شنطة اختي مفكوكة من الجنب واحنا طالعين من الصيدلية وقع من الشنطة كتابين فاختي سابت الشنطة والكتب علي الارض ومشيت فبنت عمي بتقولها تاخد شنطتها وراحة تشيل الشنطة فوقعت بقية الكتب علي الارض – كل ده علشان البسكويتة- بعد ما لملمنا كرامتنا قصدي كتبنا اللي وقعت علي الارض كنا لسه مصممين اننا نصرف الشلن فرحنا لمحل تاني والمرة دي كان محل ملابس في الشارع اللي قبل الصيدلية علي طول وطبعا مقدرناش نتحصل علي البسكويتة – اعتقد ان الصيدلي وبتاع محل الملابس قرروا بعد الواقعة دي يجيبوا علبة بسكويت علشان لو حد اهبل زينا هبط عليهم لكن بعد فشلهم في بيعها اكلوها هم من غيظهم وهم بيدعوا علينا – اللي كايدني في الموضوع اني مش قادرة اتذكر احنا صرفنا الشلن ولا رجعنا بيه –خوفي الا يكون ضاع بعد ما بهدلنا- انا بقول اسأل اللي كانوا معايا هم صحيح اصغر مني لكن علي رأي المثل اصغر منك بيوم يفتكر اكتر منك بسنة.
طبعا انا مقصدش من الكلام ده اننا نسيب الاطفال من غير معرفة لكن اللي اقصده اني ادي للطفل فرصة يعيش المرحلة اللي هو فيها والمعرفة تكون في وقتها الصحيح. وبالرغم من ان اهلنا ماكانوش متعلمين ولا كانوا بيفهمونا زي الاهل دلوقتي الا اننا كنا افضل من اطفال دلوقتي في حاجات كتير منها اننا كنا افضل منهم عقليا دراسيا بالرغم من اننا لا كنا بنذاكر ولا بناخد دروس ولا بنشتري ملخصات ولا معانا الة حاسبة – هو صحيح المناهج اتعقدت دلوقتي الا انه بيقابلها تسهيلات كتييير للطلبة ومع ذلك برضو مش متفوقين وان كانوا بيحصلوا علي درجات عالية لكن علي الورق وبس لدرجة انك لو جيت تسأل واحد في الاعدادي تلاتة واتنين كام يا إما يعد علي صوابعه يا إما لو الالة الحاسبة معاه يطلعها ويقعد يحسب ولا كأنه بيحسب ارباح قناة السويس. دا غير اننا كنا بنحترم – او يمكن بنخاف- معلمينا وبنسيب مسافة بينا علي عكس دلوقتي ممكن تكون ماشي في الشارع وتلاقي واحد من تلامذتك حدف عليك حاجة او شتمك او تلاقيه بينادي عليك ولا كأنه بينده علي الواد اللي بيلعب معاه في الشارع. دا طبعا غير اللي تلاقيه قاعد يهزر معاك ولا كأنك صاحبه من وانتم بترضعوا . بس لا انكر ان في تلاميذ دلوقتي هم تلاميذ مثاليين بحق الكلمة وافضل من اطفال زمان  والاجمل انهم بالرغم من ادبهم وانهم بيراعوا لمسافة بينهم وبين معلميهم الا انها من جواهم لسه اطفال بريئة.


الثلاثاء، 4 مارس 2014

هنا و....هناك
بنحاول نعلم التلاميذ انهم يحافظوا علي نظافة المكان فوفرنالهم سلة في كل فصل وسلة مربوطة علي كل شجرة في الحوش لكن الاولاد مصرين علي انهم يرموا الورق علي الارض حتي اللي بيروح يرميها في السلة ومتجيش فيها مبيكلفش نفسة انه يشيلها تاني ويحطها في السلة والنتيجة تلاقي السلة فاضية واكوام الورق حواليها نصحناهم بالحسني مفيش فايدة والضرب برضه مفيش فايدة بقت المديرة توطي تشيل الورقة بنفسها علشان الاولاد يشوفوها ويقتدوا بها ولا كأنها عملت حاجة دا ممكن تلاقيهم بيرموا الورقة مخصوص علشان تشيلها هي. وتكون المدرسة مننا قاعدة في الفصل وتلاقي الولد بيحدف الورقة من الشباك ال يعني علشان ميوسخش الفصل وكأن الغرض نظافة الفصل بس مش النضافة العامة أوكأنه لو حطها في السلة اللي في الفصل كده هيوسخ الفصل.
من المواقف الطريفة اللي حصلتلي مرة في طابور بعد الفسحة الولد كان لسه بياكل في كيس شيبسي فقلتله لما تخلصله مترميش الكيس هنا – اقصد انه يرميه في السلة- ورد الولد بأدب "حاضر يا ابلة" لكن بعد ما خلص لقيته رماه علي الارض بس بعيد شوية عنه فبصيتله وقلتله انا مش قلتلك مترميش الكيس "هنا" فرد بكل براءة وهو بيشاور جنبه "انا مرميتهوش (هنا)" وكمل وهو بيشاور ناحية الكيس البعيد شوية "انا رميته (هناك)"  الحقيقة المشكلة دي حلها مش في ايدينا احنا بس - وان كان لينا الدور الاعظم- لكن كمان الاسرة والطفل نفسه والمجتمع اللي حواليه لازم يتعاونوا في حلها زي ما لازم يتعاونوا في حل المشاكل التانية اللي مش ممكن تتحل الا بتعاون كل الاطراف المسببة للمشكلة نفسها.


السبت، 1 مارس 2014

بلاص المش
كان " حمدان" يدندن بلحن رومانسي وهو يصعد السلالم متهاديا في مشيته وعندما وصل الي السطح تكابل عليه البط والاوز الذي تربيه زوجته فتوقف عن الدندنة لاعنا زوجته التي لم تطعمه حتي هذا الوقت. اتجه " حمدان" الي نقطة بعينها علي السطح ولكنه شهق في رعب واسرع هابطا الدرج كمن رأي عفريتا . "انت ياولية انت تعالي هنا." زعق " حمدان" بهذه العبارة في وجه زوجته التي تركت مافي يدها واسرعت اليه قائلة في فزع" ايه يا راجل في مصيبة حصلت ولا ايه اللي جرالك؟" رد " حمدان" بنفاذ صبر " فين بلاص المش الصغير اللي كان علي السطح يا ولية؟" خبطت " ام سلامة" بيدها علي صدرها ثم مصمصت شفتيها قائلا في سخرية " كل الهوجة والزعيق ده علشان بلاص مش اما لو كان بلاص عسل كنت عملت اية؟" لطمها " حمدان" علي وجهها صارخا " ياولية ردي علي قد السؤال ومتخلينيش اتهورواعمل فيكي حاجة والحكاية مش ناقصة."  ردت الزوجة باستسلام " بعته لابنك اللي بيتعلم في البندر ....اصل بقاله فترة مجاش قلت اكيد وحشته الجبنة ام مش بتاع البلد."
استقل " حمدان" القطار الذاهب الي القاهرة وعندما وصل اوقف تاكسيا وابرز له الورقة المكتوب عليها عنوان السكن الخاص بابنه . عندما فتح "سلامة الباب لم يكن يتوقع ان يكون والده هو الطارق فتغير لون وجهه وشحب شحوب الموتي وقال بعد ان فاق جزئيا من الصدمة " ابا ..........أأأنت جاي ليه ..ق ق قصدي حمدالله علي السلامة خطوة عزيزة " ثم رفع صوته عاليا " ازيك يا با عامل ايه وامي عاملة ايه .دا انت نورت يا با والله." نظر اليه والده قائلا باستنكار " انت بترفع صوتك كده ليه يا له انت فاكرني اطرش  ولا في ايه ؟" تلعثم "سلامة" قائلا " مممفيش حاجة ياحاج دا انا بس مبسوط بشوفتك" ازاحه الاب من طريقه قائلا " اضحك عليا يا واد ....فاكرني بريالة ولا انا تايه عن الاعيب بتوع البندر اللي انت شميت منهم." اقتحم " حمدان" غرفة نوم ابنه ليفاجأ بفتاة جالسة علي السرير وفي يدها كتاب فنظر الي ابنه بغضب قائلا " مين دي يا فاجر؟" امسكه ابنه مهدئا " دد..د ..دي واحدة زميلتي يا با كنا بنذاكر سوا." رد الاب بسخرية "من قلة الرجالة يا ابن ال........ طب اصرفها يا خويا علشان عاوز اقولك كلمتين."
عاد " حمدان" الي البلدة بعد ان فقد اثر بلاص المش الذي باعه ابنه ليحصل علي بعض المال الذي كان في حاجة اليه علي حد قوله. كان " حمدان" يدخر ما يستطيع توفيره من مال عن زوجته وابنه في بلاص المش لاعتقاده بان هذا أأمن مكان لن يفكر فيه احد. كان يريد ان يوفر مهر "تفاحة " ابنة الحاج " عوض" فقد فتنته منذ ان راها تملأ وهو ذاهب الي عمله بحقل الشيخ "علي". لم يصدق " حمدان" ان ابنه قد باع بلاص المش دون ان يكتشف ما به من مال فلم يكن ثمن البلاص ليتجاوز الخمسين جنيه علي اية حال ولكنه لم يكن يستطيع ان يصارح ابنه بشأن المال الذي كان يدخره والذي كان اولي به ان يعطيه لابنه ليعينه في تعليمه . كما لم يصدق ان الفتاة التي راها عند ابنه كانت تذاكر مع ابنه ولكنه احس ان الله يعاقبه لحرمان ابنه وزوجته ليتزوج باخري . كان قبل عودته من عند ابنه قد نصحه  بأن ينتبه لدراسته ولا يفكر في "الامور الاخري" فهو مازال صغيرا إلا انه احس انه هو من بحاجة الي هذه النصيحة.
عندما عاد " حمدان" الي بيته اعتذر لزوجته عن قسوته معها وعندما سألته عن سبب غضبه الغير عادي بشأن اختفاء بلاص المش لفق لها حكاية بسيطة فقد كانت زوجته "أم سلامة"  "علي نياتها" علي حد قوله.

اختلت "أم سلامة" بنفسها في غرفتها بعد ذهاب زوجها الي العمل واخرجت صرة من احد اعمدة السرير المجوفة وفتحتها واخذت تتأمل  و"تملي عينها" في القطع الذهبية التي اشترتها بالمال الذي اكتشفته في بلاص المش والذي كان زوجها يدخره فيه لغرض اكتشفته مؤخرا من احد سيدات القرية. عندما اخفت كنزها في مكانه الامين عادت " أم سلامة" ترسم ملامح الطيبة والسذاجة التي اعتاد زوجها واهل قريتها رؤيتها علي وجهها.