الجمعة، 6 يونيو 2014

بعبع (السانوية) العامة

كل سنة وفي هذا  الوقت خاصة تصاب معظم البيوت بالتوتر والشد والعصبية وذلك بسبب دخول امتحانات الثانوية العامة ويبدأ طلاب الثانوية العامة مرحلة المعاناة فالحمل الملقي علي عاتقهم كبير فهم ليسوا مطالبين فقط بتحقيق طموحهم لمستقبلهم بل هم مطالبين ايضا بتحقيق امال والديهم وما اشد الامر ان كان هناك تناقض بين الرغبتين وليس هذا فقط بل ان جميع من حولهم قريبا كان او غريبا دائما يحثونهم علي الاجتهاد والا فسيكون الفشل نصيبهم ما بقي لهم من عمر فيصيبهم كل هذا وغيره بتوتر شديد يؤثر علي تحصيله وصحته وتكون النتيجة في الغالب محبطة لكل من الطرفين(الطالب والاهل) ويبدأ الاهل في لوم الابناء علي فشلهم بالرغم من جهودهم لتوفير كل سبل الراحة لهم ليحققوا النجاح المرغوب بالرغم من انهم هم قد اسهموا بشكل كبير في ذلك بخلقهم حول الطالب جو من التوتر والخطورة وتهويل الامر وانه تحديد لمسار حياتهم كلها بحجة دفعهم الي بذل المزيد من الجهد  وليس هذا فقط بل ان هذا يؤثر علي نجاحه في مرحلة ما بعد المدرسة لانه يشعر بانه لم يحقق النتيجة المطلوبة التي كان هو او اهله قد وضعوها له كمقياس للنجاح في الحياة فيعتبر كل ما عداها نوع من الفشل ويفقد الرغبة في التقدم فيها . وفي كثير من الحالات يكون الطالب له نفس رغبة والديه ولكن الحقيقة انها ليس تلك هي رغبته الحقيقة وهو لا يشعر بذلك لان والديه هم من غذوه بهذه الرغبة منذ صغره والدليل علي ذلك ان البعض ممن لم يلتحقوا بالكليات التي كانوا يرغبونها حققوا نجاحا باهرا في كليات اخري وهناك من يلتحقون بكليات لا يرغبون بها وذلك لارضاء الاهل ولكنهم لا يمارسون مجالها في الحياة بل يمارسون رغباتهم فتجد طبيب او مهندس او غيره يمارس مهنة التمثيل او الكتابة وغيرها وهناك من يلتحقون بالكلية التي كانوا يظنون انهم يرغبونها ولكنهم يفشلوا فيها دراسيا او عند ممارسة المهنة وغيرهم ينجحون ولكنهم لا يشعرون بلذة نجاحهم وتوجد حالات يائسة من الطلاب الذين فشلو في تحقيق رغبة الاهل التي كانت ضد رغبتهم ينصرفون من الحياة ويلازمهم الفشل طيلة حياتهم من ناحية بسبب شعورهم بالذنب لاحباط اهلهم ومن ناهية اخري بسبب فقدانهم الرغب علي تحقيق اي نجاح اخر بالرغم من انهم في مقدرتهم تحقيق النجاح في الحياة هذا الي جانب حالت الانتحار الناجحة التي تتبع ظهور النتيجة والتنسيق. ان جزء من فشل الطالب في الثانوية العامة والحياة  ملقي علي عاتق الاهل اما الجزء او الاجزاء الاخري فملقاه علي عاتق الطالب ونظام التعليم الفاشل الذي يركز علي جانب واحد من بناء الشخصية فتكون النتيجة كما نراها الان معلمين اطباء مهندسون....الخ فشلة ومجتمع مليء بالمجرمين والناقمين عليه لانه السبب في فشلهم من وجة نظره.فلماذا لا نترك الطالب يحدد مسار حياته بنفسه ومنذ صغره حتي وان تناقض هذا مع رغبة من حوله فهذا هو الدافع الحقيقي لنجاحه في الثانوية العامة والحياة عامة .

هناك تعليقان (2):

  1. والله حبيبتى احسنتى
    معاكى حق فى كلامك جدا
    تحياتى ليكى ولموضوعك الاكثر من رائع

    ردحذف
  2. شكرا يا قمراية
    والله الطلبة دول بيصعبوا عليا وخاصة انهم بيمتحنوا في حين بقية الطلبة خدوا الاجازة وعرفوا النتيجة
    اللهم وفقهم
    تحياتي

    ردحذف