الأربعاء، 5 مارس 2014

اطفالهم واطفالنا
بالرغم من اننا في مدرسة ابتدائي الا اني باحسن اننا في مدرسة ثانوي او جامعة والسبب ان التلاميذ اللي عندنا- بما فيهم اطفال الحضانة-  والمفروض انهم لسه في مرحلة الطفولة – حتي وان كانت طفولة متأخرة بس برضه اسمهم اطفال- بيتصرفوا ويتكلموا- داطبعا غير المظهر- وكأنهم في مرحلة مراهقة وتلاقيهم فاهمين كل حاجة – ماعدا اللي بيدرسوه في كتب المدرسة طبعا- وممكن يتكلموا عن حاجات خاصة بالكبار انت يا كبير مسمعتش عنها.مبقاش في الاطفال الساذجة العبيطة اللي متعرفش اكتر من اللي المفروض تعرفه في سنها ده, بمعني ادق ماعدش في اطفال بالمعني الحقيقي للكلمة.في اوقات باقعد اقارن بينا لما كنا اطفال وبينهم دلوقتي فاحس كأني باقارن بين طفل حضانة وخريج جامعة طبعا المقارنة دي باعملها بيني وبين نفسي فمابحسش بالخجل من مدي السذاجة اللي كنا فيها واحنا صغارعلي عكس لما اكون قاعدة والاقي واحدة في ثالثة اورابعة ابتدائي بتكلمني كلام بيحسسني انا انها امي وبتهيأني لمرحلة عمرية جديدة وانا مش فاهمة حاجة ولا عارفة ارد.
اتذكرت موقف حصلي وانا تلميذة في الابتدائي كنت فيه اد اية ساذجة وعبيطة لكن في نفس الوقت كنت طفلة بريئة . كنت انا واختي الاصغر مني وبنت عمي راجعين من المدرسة وكان باقي معانا من مصروفنا شلن – والشلن للي ميعرفهوش بيساوي واحد علي عشرين من الجنية الحالي اللي مبقاش بيساوي حتي الصفر  اللي علي الشمال اللي ملوش قيمة زي ما اتعلمنا-  المهم قررنا نصرف الشلن ده ونجيب بيه بسكويتة فدخلنا صيدلية- ايوة صيدلية مش بقولكم اطفال – طبعنا الصيدلي ضحك – مش متأكدة بس اكيد ضحك دا ان ماكنش مات من الضحك- وقالنا ان معندوش بسكويت فخرجنا من الصيدلية .كانت شنطة اختي مفكوكة من الجنب واحنا طالعين من الصيدلية وقع من الشنطة كتابين فاختي سابت الشنطة والكتب علي الارض ومشيت فبنت عمي بتقولها تاخد شنطتها وراحة تشيل الشنطة فوقعت بقية الكتب علي الارض – كل ده علشان البسكويتة- بعد ما لملمنا كرامتنا قصدي كتبنا اللي وقعت علي الارض كنا لسه مصممين اننا نصرف الشلن فرحنا لمحل تاني والمرة دي كان محل ملابس في الشارع اللي قبل الصيدلية علي طول وطبعا مقدرناش نتحصل علي البسكويتة – اعتقد ان الصيدلي وبتاع محل الملابس قرروا بعد الواقعة دي يجيبوا علبة بسكويت علشان لو حد اهبل زينا هبط عليهم لكن بعد فشلهم في بيعها اكلوها هم من غيظهم وهم بيدعوا علينا – اللي كايدني في الموضوع اني مش قادرة اتذكر احنا صرفنا الشلن ولا رجعنا بيه –خوفي الا يكون ضاع بعد ما بهدلنا- انا بقول اسأل اللي كانوا معايا هم صحيح اصغر مني لكن علي رأي المثل اصغر منك بيوم يفتكر اكتر منك بسنة.
طبعا انا مقصدش من الكلام ده اننا نسيب الاطفال من غير معرفة لكن اللي اقصده اني ادي للطفل فرصة يعيش المرحلة اللي هو فيها والمعرفة تكون في وقتها الصحيح. وبالرغم من ان اهلنا ماكانوش متعلمين ولا كانوا بيفهمونا زي الاهل دلوقتي الا اننا كنا افضل من اطفال دلوقتي في حاجات كتير منها اننا كنا افضل منهم عقليا دراسيا بالرغم من اننا لا كنا بنذاكر ولا بناخد دروس ولا بنشتري ملخصات ولا معانا الة حاسبة – هو صحيح المناهج اتعقدت دلوقتي الا انه بيقابلها تسهيلات كتييير للطلبة ومع ذلك برضو مش متفوقين وان كانوا بيحصلوا علي درجات عالية لكن علي الورق وبس لدرجة انك لو جيت تسأل واحد في الاعدادي تلاتة واتنين كام يا إما يعد علي صوابعه يا إما لو الالة الحاسبة معاه يطلعها ويقعد يحسب ولا كأنه بيحسب ارباح قناة السويس. دا غير اننا كنا بنحترم – او يمكن بنخاف- معلمينا وبنسيب مسافة بينا علي عكس دلوقتي ممكن تكون ماشي في الشارع وتلاقي واحد من تلامذتك حدف عليك حاجة او شتمك او تلاقيه بينادي عليك ولا كأنه بينده علي الواد اللي بيلعب معاه في الشارع. دا طبعا غير اللي تلاقيه قاعد يهزر معاك ولا كأنك صاحبه من وانتم بترضعوا . بس لا انكر ان في تلاميذ دلوقتي هم تلاميذ مثاليين بحق الكلمة وافضل من اطفال زمان  والاجمل انهم بالرغم من ادبهم وانهم بيراعوا لمسافة بينهم وبين معلميهم الا انها من جواهم لسه اطفال بريئة.


هناك تعليقان (2):

  1. العمر العقلى للطفل بيتطور بتطور التكنولوجيا والمواقف يعنى الناس زمان كانوا طيبين جدا وعلى نياتهم جدا وكانوا بيقولوا على جيلكم نفس الكلام
    والجيل الى بعدكم تكنولوجيا أكتر فالتعامل والخبرات زادت فبقى عقل الطفل بيجمع معلومات فى اقصر وقت ولكن طبعا بيوصل لمرحله معينه ويقف بتبقى معلومات حياتيه وليست دراسيه لان التكنولوجيا وكثرة استخدمها بيضعف العقل زى الأله الحاسبه الى قضت على جدول الضرب
    والأجيال دلوقتى بيشوفوا تصرفات أكتر وخبراتهم أصبحت ازيد والنمو العقلى اصبح ابطأ لانه بيعتمد على التكنولوجيا فى كل حاجه فمش بيشغل مخه كتير او يفكر بياهمل رياضة العقل دا غير التدهور الأخلاقى الملحوظ فى المدارس الحكومية من الطلبه ولكن اذا التعليم اتعدل الطلبه هتتعدل

    شكرا جزيلا على الموضوع الجميل والشيق والإجتماعى ايضا
    تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا علي تعليق حضرتك اللي فعلا باستفيد منه كتير
      بالنسبة للتكنولوجيا اللي هي المفروض تكون ميسر ومعين لينا علي صعوبات الحياة والمفروض تسهم بشكل ايجابي في تطور عقولنا اللي هي اصلا انتجتها الا ان سوء استخدمنا ليها صنع سلبياتها فبقينا بنوفر مجهودنا العقلي البدني وبنعتمد كلية عليها وادي النتيجة

      حذف