السبت، 9 أغسطس 2014

خد حق بايدك يا ابني

عندنا امهات بتتعامل بعنف مع اولادها او مع بعضهم البعض وده بيعلم الاولاد العنف وبيدأوا يتعاملوا مع من حولهم يالعنف حتي مع اهلهم وتلاقي الشارع مليء بصراخ الاولاد الذين قاموا بإذاء بعضهم البعض او ايذاء احدهم للاخر وما يتبع ذلك من شجار بين اهل الطرفين .بعض الامهات يتعاملن برفق مع ابنائهم فيخرج هؤلاء الشارع ويعودون مصابون من غيرهم من الاطفال فما يكون من الام الا ان تعلم طفلها ان يأخذ حقه بيده وهكذا ينتشر العنف بين الاطفال واحيانا الكره والخصام بين الاولاد واحيانا الاهل-قلة عقل- .هؤلاء الامهات يرون ان علي ابنائهم فعل ذلك والا فلن يستطيعوا العيش اما الاخرون فيرون ان العنف هو الوسيلة لتربية الابناء. لا احد يعرف من علي صواب ولا احد يفكر في اكثر مما هو تحت قدميه وهذا هو سبب فساد المجتمع  :زرعنا للكره والعنف في نفوس صغارنا فيكبرون علي هذه الصورة بل ويزدادون سوءاً. ونلعن نحن الدولة التي تسببت في الخراب للبلاد.

اتمني ان يراجع الاهل انفسهم في اسلوب تربيتهم لابنائهم وتعاملهم مع الاخرين . وان يراعي الكبار تصرفاتهم امام الصغار الذين هم بناة المستقبل.

الخميس، 31 يوليو 2014

عيد ولكن

فرحة وانتظار

استيقظ صبيحة العيد وارتدي ملابسه الجديدة وذهب ليهنئ  اقاربه ويحصل علي عديته. كان معاق بدنيا ولا ينفك اللعاب يسيل من فمه وبالرغم من سنوات عمره التي كانت قد تجاوزت  العشرين بسنوات الا انه كان يبدو طفلا بجسمه الصغير وملامحه الطفوليه.عاد الي البيت مسرورا بما حصل عليه من مال وذهب ليريه لوالدته .اعدت له زوجة اخيه الشاي واحضرت الكعك واستدارت لتستكمل تنظيف البيت الا انه اصر عليها لتجلس وتتناول معه الافطار فجلست تحت اصراره وتناولت كعكة ثم نهضت لعملها اما هو فعندما فرغ من افطاره نهض ليستكمل تمتعه بالعيد الا ان ساقيه لم تقويان علي حمله فتمدد علي الارض . اصيب بنزيف في المخ ويعتقد الاطباء انه لن لن يعيش وهكذا تجلس والدته الي جواره  منتظرة موته اكثر منه شفائه. وهكذا انتهي  العيد في بيت جيراننا قبل ان يبدأ.

فرحة لم تكتمل

كانت منشغلة في رمضان بالتجهيز لزفاف ابنتها ولم يعكر صفوها الا استعداد ابنيها لتأدية الخدمة العسكرية  .وفجأة تغير كل شئ .كانت تعاني من اَلام استدعت ان تقوم بتحاليل كانت بداية النهاية .اكتشفوا انها مصابة بسرطان في الدم في مراحله الاخيرة ولم يمض اقل من اسبوع حتي وصلنا خبر موتها فجأة بعد صلاة التراويح في ليلة الخامس والعشرين  وهكذا ظللنا ننتظر وصول جثمانها بحزن عميق. وهكذا انطفأت فرحة عيد اخري في بيت ابن عمي لا بل فرحتان فرحة العيد وفرحة زواج الابنة.

فرحة ووحدة

انضم جميع ابنائها الي جماعة الاخوان و عندما سقط مرسي كانوا يذهبون الي ميدان رابعة .  وفي حادثة قطع طريق قليوب قبض علي احد ابنائها وظل سجينا حتي حان موعد محاكمته في رمضان ليحكم عليه بالسجن 25 عاما اما الابن الاكبر فهو مطارد ويعيش بعيدا عن اهله وابنائه .طبعا لم يستطيع احد بالبيت ان يخبرها  بالمدة الحقيقية لسجن ابنها.وهي تعتقد الي الان انها خمس سنوات فقط . اما ابناؤه الاربعة فكانوا يقولون لهم هل سوف لا تعطوننا عيديه لان ابي بالسجن .وهكذا شاء القدر ان تقضي خالتي العيد بدون ابنائها الي جانبها وانطفأت فرحة العيد في بيت ثالث .

ولكن ابناء غزة لم يعرفوا بقدوم فرحة العيد حتي يشعروا بضياعها منهم 

اللهم انصر اهل غزة

اللهم اهد المسلمين ووحد صفوفهم وانصرهم علي اعدائهم

الجمعة، 6 يونيو 2014

بعبع (السانوية) العامة

كل سنة وفي هذا  الوقت خاصة تصاب معظم البيوت بالتوتر والشد والعصبية وذلك بسبب دخول امتحانات الثانوية العامة ويبدأ طلاب الثانوية العامة مرحلة المعاناة فالحمل الملقي علي عاتقهم كبير فهم ليسوا مطالبين فقط بتحقيق طموحهم لمستقبلهم بل هم مطالبين ايضا بتحقيق امال والديهم وما اشد الامر ان كان هناك تناقض بين الرغبتين وليس هذا فقط بل ان جميع من حولهم قريبا كان او غريبا دائما يحثونهم علي الاجتهاد والا فسيكون الفشل نصيبهم ما بقي لهم من عمر فيصيبهم كل هذا وغيره بتوتر شديد يؤثر علي تحصيله وصحته وتكون النتيجة في الغالب محبطة لكل من الطرفين(الطالب والاهل) ويبدأ الاهل في لوم الابناء علي فشلهم بالرغم من جهودهم لتوفير كل سبل الراحة لهم ليحققوا النجاح المرغوب بالرغم من انهم هم قد اسهموا بشكل كبير في ذلك بخلقهم حول الطالب جو من التوتر والخطورة وتهويل الامر وانه تحديد لمسار حياتهم كلها بحجة دفعهم الي بذل المزيد من الجهد  وليس هذا فقط بل ان هذا يؤثر علي نجاحه في مرحلة ما بعد المدرسة لانه يشعر بانه لم يحقق النتيجة المطلوبة التي كان هو او اهله قد وضعوها له كمقياس للنجاح في الحياة فيعتبر كل ما عداها نوع من الفشل ويفقد الرغبة في التقدم فيها . وفي كثير من الحالات يكون الطالب له نفس رغبة والديه ولكن الحقيقة انها ليس تلك هي رغبته الحقيقة وهو لا يشعر بذلك لان والديه هم من غذوه بهذه الرغبة منذ صغره والدليل علي ذلك ان البعض ممن لم يلتحقوا بالكليات التي كانوا يرغبونها حققوا نجاحا باهرا في كليات اخري وهناك من يلتحقون بكليات لا يرغبون بها وذلك لارضاء الاهل ولكنهم لا يمارسون مجالها في الحياة بل يمارسون رغباتهم فتجد طبيب او مهندس او غيره يمارس مهنة التمثيل او الكتابة وغيرها وهناك من يلتحقون بالكلية التي كانوا يظنون انهم يرغبونها ولكنهم يفشلوا فيها دراسيا او عند ممارسة المهنة وغيرهم ينجحون ولكنهم لا يشعرون بلذة نجاحهم وتوجد حالات يائسة من الطلاب الذين فشلو في تحقيق رغبة الاهل التي كانت ضد رغبتهم ينصرفون من الحياة ويلازمهم الفشل طيلة حياتهم من ناحية بسبب شعورهم بالذنب لاحباط اهلهم ومن ناهية اخري بسبب فقدانهم الرغب علي تحقيق اي نجاح اخر بالرغم من انهم في مقدرتهم تحقيق النجاح في الحياة هذا الي جانب حالت الانتحار الناجحة التي تتبع ظهور النتيجة والتنسيق. ان جزء من فشل الطالب في الثانوية العامة والحياة  ملقي علي عاتق الاهل اما الجزء او الاجزاء الاخري فملقاه علي عاتق الطالب ونظام التعليم الفاشل الذي يركز علي جانب واحد من بناء الشخصية فتكون النتيجة كما نراها الان معلمين اطباء مهندسون....الخ فشلة ومجتمع مليء بالمجرمين والناقمين عليه لانه السبب في فشلهم من وجة نظره.فلماذا لا نترك الطالب يحدد مسار حياته بنفسه ومنذ صغره حتي وان تناقض هذا مع رغبة من حوله فهذا هو الدافع الحقيقي لنجاحه في الثانوية العامة والحياة عامة .

الأحد، 1 يونيو 2014

أنا وابن عمي علي اخويا

في مثل بلدي  بيقول "انا وأخويا علي ابن عمي وانا وابن عمي علي الغريب" المثل ده بيطبق بس بصور عكسية وبقي انا وابن عمي والغريب علي اخويا واهلي وناسي ووطني .وتحول مبدأ شمشون "عليا وعلي اعدائي " الي عليا وعلي اهلي ولينتصر اعدائي" وده بنشوفه في مصر لما تلاقي كل واحد مش عاجبه حاجة في البلد يجري علي قناة الجزيرة علشان تهاجم بلده ونسي او تناسي انها بلده واللي يضرها يضره والجزيرة نفسها تناست ان مصر دي شقيقتها .ومش الجزيرة بس اللي بتعمل كده دا كل واحد مش لاقي شغلانه وعمل برنامج يطول فيه لسانه ويشتم بألفاظ يندي لها الجبين وكأنه هذه هي الديموقراطية هو شريك في الجريمة اصبح كل همه ان يحصد المال والشهرة حتي لو كانت الشهرة السيئة ونسي انه بهذا يدمر وطنه ويقدمه لاعدائه علي طبق من ذهب لا بل ماس. واتعجب من هؤلا هل ينظرون الي أنفسهم وكيف انهم يحقرون من انفسهم بكلامهم التافه وحركاتهم الصبيانية ونحن نهلل لهم ونصنع لهم شخصية بالرغم من انهم انفسهم اهانو شخصياتهم وتخلوا  عنها . لقد امرنا الرسول عليه السلام بنصرة الاخ ظالما بالنصح والارشاد والاصلاح بأي وسيلة فلماذا نتخلي عن وطننا بل والاسوأ ندفع الاخرين لاهانته؟متي سيفيق الشعب المصري ويدرك ان صلاح وطنه بيده لا بيد الرئيس فقط او بأيدي اعدائه فالاعداء اذا قدموخدمة ظاهرية فإنها تحمل الدمار للوطن واولهم من عاونهم والعمار لهم .

الأربعاء، 23 أبريل 2014

هل الضرب حقا وسيلة للتعليم؟!

في اطار عملي كمعلمة في مدرسة ابتدائي اواجه مواقف عديدة قد لا اتصرف فيها بصورة صحيحة ومن هذه المواقف موقف حدث منذ شهر تقريبا حيث كنت عائدة الي البيت من المدرسة فوجدت تلميذين في الصف الرابع خاج المدرسة احدهما وهو الاضعف جسما يقوم بخنق الاخر الاطول قامة والاكثر امتلاءا وكان التلميذ الضحية مستسلم للاخر وربما لولاوصولي  لكان قد اصابه مكروه قمت بتخليصهما وعلمت ان التلميذ الضحية كان يشتم المعتدي فما كان منه الا ان اخذ حقه بيده.قلت لهم ان الشتيمة لا تلتصق بالشخص وكان اولي بك ان تقول له سامحك الله وتتركه وان كرر فعلته عليك باخبار المعلم ليتصرف معه بدلا من ان تسبب له اذي قد يضرك انت فيما بعد وقلت للاخر ان هذا عيب وعليه الا يشتم زميله كما لا يحب ان يشتمه زميله .موقف اخر مشابه حدث منذ اسبوع تقريبا تلميذان في الصف الثاني احدهما واقعا علي الارض والاخر فوقه ويقوم بخنقه وكنت انا ذاهبة الي طابور الفسحة ولمحتهما وصرخت فيهما ولكن لم يسمعانني فتخليت عن وقاري وجريت نحوهما وخلصتهما ونهرتهما بشدة ولم اسألهما عن السبب-ودا طبعا غلط- وجعلت المعلم يضربهما .موقف ثالث حدث في اول العام الدراسي حيث دائما يتشاجر التلاميذ بالالفاظ وبالضرب من اجل الوقوف في بداية الصف ووجدت تلميذ في الصف الثالث الابتدائي يضغط بكلا اصابع يديه علي عين زميله ليفقأهما لانه يقف امامه في الصف طبعا انقذت الولد وصرخت علي الاخر وقلت لهما كلاما مثل "ماذا يفيدك من الوقوف في بداية الصف في النهاية سيدخل الجميع الفصل ولن يحصل الاول في الصف علي جائزة مثلا او يعاقب الواقف في نهاية الصف"والحقيقة موضوع التشاجر من اجل الوقوف في بداية الصف امر يحدث كل يوم مرتين في الصباح والفسحة. موقف حصل من اسبوعين تقريبا تلميذ في الصف السادس تم تفتيشه فوجد معه مطواة او خنجر صغيرلا ادري وتم التعامل معه بعنف وتحويله للاخصائي والتحذير منه في قلب الطابور وطرده من المدرسة .عندما اخبرت خالي وهو معلم ايضا بهذا الموقف وكيفية تصرفه قال لي انه كان سيضرب التلميذ حتي لا يكرر هذه الفعلة واخبرني انه في المدرسة التي يعمل بها يأتي اولياء الامور -وكانوا تلاميذه- وينهرون المعلمين لانهم لا يضربون اولادهم ليذاكروا فهم لم يتعلموا الا عن طريق الضرب واخبرني خالي انه يطلب من كل معلم بالمدرسة ان يخصص عشر دقائق كل يوم ليعلم التلاميذ سلوك معين .موقف حصل النهاردة في المرواح اتنين في الصف الخامس يتشاجران ايضا من اجل ان احدهما سب قريب الاخر وزميله في الفصل.وغيرها من المواقف التي  تحدث يوميا ويتصرف معها المعلم غالبا بالضرب . كل من اخبرتهم بهذه المواقف اخبروني ان اقوم بضرب هؤلاء التلاميذ بعنف حتي لا يعودوا لمثل هذه الافعال.
لست مقتنعة بان الضرب هو الوسيلة الوحيدة للتعليم وان كنت قد الجأ اليه احيانا ويأتي بنتيجة ولكني اري ان استخدام الضرب كوسيلة وحيدة للتعليم -سواء في البيت او المدرسة - وان اتي بثمارة بنسبة 10% مثلا فانه مازال هناك 90% يأتي معها الضرب بنتيجة مؤقته اي انه عندما تتوقف عن الضرب يعود الطفل لارتكاب الاخطاء. فتبقي وسائل الاقناع والترهيب والترغيب والنصح بالحسني وتوفير القدوة وغيرها ولكن هذه الامور قد تكون صعبة- ولكن ليست مستحيلة- لانه لكي ينجح هذا مع الطفل علينا ان نصلح المجتمع والا سيجد الطفل تناقض بين ما ننصحه به ونرغبه فيه وبين ما يفعله الكبار ويفترض به ان يكون الصواب.هذا بالاضافة الي ان افعال الطفل نفسه هي تقليد لهؤلاء الكبار ...اسرته...جيرانه...اصدقائه..الخ . ومع ذلك لا اتوقف عن استغلال موقف معين لتقديم النصح للتلاميذ حتي وان كان نصحي يذهب هباءا الا انه قد يأتي يوم ويستفيد منه ولو تلميذ واحد.

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

"الجميع يفعل هذا."

دائما ما اسمع هذه العبارة ودائما تثير غيظي وترفع ضغطي فتري الشخص يتصرف تصرف خاطيء وعندما تلومه يرد بكل بساطة "الجميع يفعل هذا."ويكون ردي دائما علي غرار "وهل سيكون هذا هو ردك امام الله عندما يحين وقت الحساب,لقد اعطي الله لكل واحد منا عقلا ليفكر ويفعل الصواب وليكون الله عادلا عندما يحاسبه علي ما اقترفه من اخطاء لا علي ما اقترفه جاره او زميله والا لكان حرم البعض من نعمة العقل وجعلهم تحت امرة شخص واحد ذو عقل, وكان اولي بك كما نظرت لمن يرتكب المعاصي ان تنظر ايضا لمن يفعل الطاعات ويراعي الله فلما نظرت الي هذا وارتكبت خطأه ولم تنظر الي ذاك وتسير علي دربه القويم" احيانا الشخص بيأيدني بس برضه بيصر علي المضي في الخطأ"عندك حق لكن كله بيعمل كده يعني احنا اللي هنبقي شاذين اهو لازم نعمل زيهم علشان نعيش"وناس تانية تقولي"انت عايشة في عالم تاني" وغيرهم يقولوا"انت لو معملتيش زيهم هتموتي يعني انت اللي هتغيري الكون"
احيانا من كتر اقتناع الناس بالطريق الغلط الي هي ماشية فيه باشك اني انا اللي غلط وهما اللي صح لان مش معقول يكونوا كلهم غلط وانا لوحدي صح لكن لما باشوفهم بيلوموا الناس اللي غلطت الغلطة دي فسببتلهم ضرر باضحك في نفسي بسخرية واحيانا بقولهم "انتم بتلوموهم ليه وانتم بتعملوا زيهم ولا علشان غلطهم جاء علي دماغكم بقي ميصحش ولما بيضروا حد تاني مش بيخصكم يبقي هم احرار" وبيزيد اقتناعي انهم غلط ومش معني كده اني ماشية صح ومش بغلط لكن علي الاقل اندم علي خطأي وادعي ربنا انه يساعدني الا اكرره والوم نفسي عندما يرتكب احدهم خطأ في حقي كنت قد فعلته مع اخر بل اعتبره عقاب عادل لخطأي الذي ارتكبته سابقا.

الامثلة علي ده كتير. تلاقي البنت ماشي علي حل شعرها وتيجي تنصحها تقولك"كل صحباتي البنات بيعملوا كده "ونسيت ان ليها صاحبات تانيين ماشيين في الطريق الصحيح ومعلملوش زيها. واحد بيروح الشغل متأخر ويروح البيت بدري بحجة ان زمايله بيعملوا كده ومحدش بيعاتبهم مع انه لو راح يقضي شغلة في مؤسسة تانية ولقي الموظف لسه موصلش او روح البيت قبل ميعاده يقعد يشتم ويلعن في الناس اللي معدش عندها ضمير. معلمة تشرح وتشتغل مع التلاميذ الشطار ولا بتحاول تساعد التلاميذ الضعاف لانهم-من وجهة نظرها- اغبيا وخسارة تضيع وقتها معاهم في حين انها بتشتم معلمة ابنها اللي مش فاهم حاجة لان المعلمة بتاعته شغالة مع الشطار وسايبة الضعاف في الطراوة  اومعلمة تضرب التلميذ لانه مش فاهم وتروح تزعق للمعلمة اللي ضربت ابنها بدلا من ان تحاول افهامه باسلوب هادئ. وتاجر بيغش في الميزان وتلاقيه لما يشتري بضاعة ويلاقي ميزانها مش مظبوط يقعد يسب ويلعن في الناس اللي انعدم ضميرها مع انه لوفكر هيلاقي انه بيعمل كده هو نفسه واكيد غيره بيلعنه.فلاح بيحط كيماويات ضارة في الزرع ويحذر اولاده من تناولها  في حين يبيعها لاخرين قد تسبب لهم الموت...........غيرها من المواقف اللي السبب فيها انه مفيش رقابة خارجية ممثلة في السلطة المسئولة ولا رقابة داخلية ممثلة في الضمير والايمان بالله الذي لا يغفل عن افعالنا .

الاثنين، 21 أبريل 2014

يفعلها الكبار ويذهب ضحيتها الصغار

هل كان زواج غير متكافئ ام انه اختيار غير موفق ام عدم شعور بالمسئولية ...ام.........ام .........هو السبب في انفصال الزوجين وحرمان الاولاد من احد الابوين ذلك الامر الذي انتشر بصورة كبيرة هذه الايام. تلميذ في المدرسة التي اعمل بها انفصل والديه لا اعرف سبب انفصال والديه ولا من منهما اتخذ قرار الانفصال ولكني سمعت من اهالي المنطقة و فهمت من زميلتي معلمة التلميذ ان الولد لا يحب والدته ويعيش مع ابيه الذي يحاول ان يكرهه في والدته وبعيدا عن انني اعرف والدته معرفة سطحية من المرحلة الابتدائية او الاعدادية ولكني لم اتعامل معها سوي مرة واحدة عندما جاءت الي المدرسة وعلمت منها امر انفصالها عن زوجها وهذا لا يسمح لي بالحكم عليها ولا علي زوجها الذي لا اعرفه اطلاقا الا انه اذا صح كلام الناس فهذا معناه ان الزوج هو شخص سيئ لانه لم يحرم فقط الابن من والدته بل انه شوه صورتها امامه ونسي انها في المقام الاول والدته ولا يمكنه التبرأ منها وان رسم صورة طيبة عنها في ذهن الابن حتي وان كانت هي امرأة سيئة هو من واجب الاب اذا كان يحب ابنه حقا ولكن الغضب والانتقام اعمي قلبه فقرر استغلال سذاجة ابنه الذي لم يتعد الثماني سنوات وقرر الانتقام من زوجته عن طريق ابنه.
حالة اخري اعرف الزوجة والاولاد الذين ادرس لهم في الابتدائي علمت من امي ان والدهم من منطقة اخري وانه تزوج من والدتهم ثم ترك لها الاولاد (بنت وثلاث اولاد) لتربيهم ولم يسأل عنهم وتعمل والدتهم في بيع الخضار للانفاق عليهم.
حالة ثالثة  هو شقيق احد المعلمات معنا تزوج ولكنه اكتشف ان زوجته امرأة سيئة فقرر الانفصال وفاجأته زوجته بحرمانه من رؤية ابنه  وتزوج من اخري لم تعامل والدته المسنة بصورة جيدة ولم تكن له زوجة جيدة ولكنه قرر الابقاء عليها وترك والدته تذهب للعيش مع شقيقته مع العلم ان والدته لم تترك بيتها هذا منذ زواجها ولكن زوجته هددته اذا طلقها انها ستحرمه من ابنته كما فعلت طليقته السابقة.
حالة رابعة وهي ايضا متعلقة بشقيق زميلة اخري تعمل معنا انفصل عن زوجته التي قررت حرمانه واهله من رؤية الطفل ولم تكتفي بذلك بل عندما علمت انه قرر الارتباط باخري حاولت ان تشوه صورته امامها لعلها تتراجع ويعود هو اليها مرة اخري بالرغم من محاولاته لمنع الانفصال من اجل الطفل وفشله بسبب عنادها واهلها.
حالة خاصة اجبر فيها الاب ابنته علي الزواج من شخص وكانت النتيجة طفل حاول الاب انكار نسبه بتشويه سمعة والدته وادعاء علاقتها بشخص اخر وانتهي الامر بأن عاش الولد مع جده لامه وتزوجت والدته من اخر بالاجبار ايضا وانجبت اطفال اخرين يعيشون مع والديهم في حين ان الطفل الاول لا اب له ولا ام بالرغم من ان كليهما حيا يرزق.هذا الولد في الصف السادس الان وهو ليس متفوق ومشاغب الي حد ما طلبت منه احد المرات ان يحضر ولي امره ثم تذكرت عندما جلست مع نفسي ظروفه الخاصة ولمت نفسي علي سهوي واحتقرت والدته علي عد سؤالها عنه ولو مرة واحدة لتشعره بوجودها واحتقرت جده الذي ظن ان هذا الطفل لا يحتاج لاكثر من الطعام والملبس والسكن .
بالرغم من انني لا اعرف اصحاب هذه المشكلات معرفة عميقة وبعضهم لا اعرفه اطلاقا بل سمعت المشكلة من اقربائهم وانه لا يصح الحكم علي افراد المشكلة الا بسماع الطرفين الا ان محاولة الاب تشويه صورة الام عند الابن او ترك الاب لابنائه وعدم سؤاله عنهم وحرمان الام الطفل والاب من رؤية بعضهما دليل علي انهم هم اطراف مخطئة جزئيا علي الاقل. والضحية في النهاية هم الابناء الذي لا يراعي المجتمع ظروفهم تلك ويعاقبهم وحدهم علي ذنب شاركهم فيه اخرين. 

السبت، 5 أبريل 2014

ابشع الجرائم

في حين ينفق البعض ماله ووقته وصحته ليرزق ولو حتي بطفل معاق نجد البعض يلقي باطفاله في الشورارع والبعض الاخر يهملهم والثالث يستغلهم اسوأ استغلال وهذه وغيرها جرائم بشعة ولكن الجريمة التي سأتحدث عنها اليوم هي جريمة ابشع وهي الاجهاض . ولا اقصد الاجهاض الذي تضطر اليه الزوجة او الطبيب لخطورة استمرار الحمل علي حياة الام ولكن اقصد الاجهاض الذي تلجأ اليه الزوجة لاسباب تبررها لنفسها وهي اسباب لا يرضي بها الله او القانون كمبرر لجريمة كهذه .نجد زوجة قد تجهض نفسها لانها سترزق ببنت وهي لديها الكثير من البنات وزوجها سيطلقها اذا انجبت بنتا اخري ونجد زوجة اخرى تجهض نفسها لان ابنها مازال رضيعا وهذا الحمل سيؤثر عليه سلبا ونجد اخري تبرر الجريمة بانها لديها الكثير من الاولاد ولم تعد ترغب بالمزيد او لن تستطيع ان تنفق عليهم واخري تقول انها اصبحت واولادها كبارا وسيسبب هذا الحمل لها ولابنائها حرجا بين الناس وغيرها من المبررات الواهية ومن وجهة نظري هذه كلها اسباب لا تبرر هذه الجريمة البشعة فالرزق بيد الله والبنت او الولد هو اختيار الله لحكمة وعلينا ان نرضي به ولم يكن الحمل ابدا عيبا طالما في الحلال وكان علي الزوجة ان تتخذ احتياطاتها لينعم طفلها بالرعاية الكافية قبل ان تنجب اخر فاذا حدث حمل فليس من مبرر لقتل الجنين فوجوده لحكمة من الله .هذه الجريمة طرفها الاساسي الزوجة(لا استطيع تسميتها بالام لان الام هي من تهب الحياة لا من تسلبها) وقد يكون الزوج والطبيب شركاء لها وقد ترتكب الزوجة الجريمة في الخفاء بدون علم زوجها وقد يكون هو من اجبرها عليها وقد تذهب للطبيب او تفعلها بنفسها باهمالها المتعمد وفي جميع الحالات فانها المجرم الاساسي و الجنين يقتل وياله من قتل انه ليس مثل اي جريمة قتل قد يكون ضحيتها قد ارتكب ولو خطأ بسيط ولكنها جريمة راح ضحيتها نفس لم ترتكب في حياتها اي خطأ لانها بببساطة لم تكن اتت للحياة الفعلية بعد واي جريمة تلك التي ترتكبها المرأة ولا تشعر بعدها بأي تأنيب ضمير بل راحة لانها ارضت نفسها او زوجها او مجتمعها ونسيت انها اغضبت ربها ونسيت انها لو ارضت ربها واسخطت العباد لبدل الله سخط العباد عليها الي رضا اما لو اغضبت الله لترضي العباد فستجد ان رضاهم قد تحول الي سخط عليها. اتعجب كثيرا عندما اري المرأة ترتكب هذه الجريمة البشعة وكأنها عار عليها بالرغم من انه طفل من زواج حلال واجد اخري تدافع عن حملها الذي جاء بالحرام او بالقهر وتصر الا تحرمه من نعمة الحياة بالرغم من ان الله قد احل لها التخلص منه طالما لم تنفخ فيه الروح.واتعجب منهن وهن يقتلن ابناءهن وحولهن من يشتهي ولو طفلا واحدا ولدا كان او بنتا سليما كان او معاقا واتساءل كيف يرتكب هؤلاء هذه الجريمة وينعمون براحة البال ونتقبلهم نحن ببساطة ولا ننهرهم او ننصحهم بل قد نشاركهم الجريمة ولو حتي بسكوتنا وعدم تقديمنا للنصح. اسأل نفسي كيف للزوجة التي قد تفشل في ارتكاب  هذه الجريمة ان تنظر في عين ابنها ذاك الذي كانت قد قررت ان تحرمه من نعمة الحياة ولكن اراد الله له ان يحيا وكيف لها ان تطلب منه برها في كبرها .واتساءل اخيرا كيف ستيجب ربها يوم الحساب عندما يسألها عن جريمتها تلك.


السبت، 29 مارس 2014

طريق الخير مفروش بالورود التي لا يراها سوي القليلين وطريق الشر مليء بالاشواك التي لا نحس بها الا بعد ان تؤلمنا وخزاتها وحينها قد لا يفيد الندم والتراجع  في درء هذا الالم والاذي عنا وعن من تسببنا في ايذائهم  فاجعل قلبك عامرا بالايمان فهذا القلب المؤمن هو النظارة التي تسمح لك برؤية ورود الخير فتستمتع بجمالها ويتمتع من حولك , وتنبهك الي اشواك الشر فتتقي وتقي غيرك شرها.

الخميس، 27 مارس 2014

من اجمل ما قرأت
من اجمل ما قرأت رواية "البؤساء" واعجبتني جدا شخصية "جان فالجان" وتأثرت بها وكيف كان المجتمع قاسيا معه فانزل به اقسي عقاب بسبب سرقته لرغيف عيش يطعم به الافواه الصغيرة الجائعة التي جعلها الزمن مسؤوليته وكيف حوله هذا العقاب الي مجرم الا ان طبيعته الطيبة لم تمنعه من عمل الخير بعد هروبه من السجن ولم يمنعه هروبه وتخفيه عن الاعتراف علي نفسه لينقذ شخص بريء ولكن هذا الخير لم يغفر له خطيئته وظل لقب مجرم في اعقابه الي النهاية بالرغم من ان هناك مجرمين عتاة طلقاء ويقف لهم المجتمع احتراما .

اعجبني ايضا قصة درسناها في الكلية (القوة "السلطة"والمجد) وهي مطارة ملازم لآخر قس بقي بعد ان قررت الدولة التخلص من القساوسة الذين تبرأ اكثرهم من دينهم لينجوا من العقاب. كانت جريمته انه امن بعمله وهو ان يساعد الناس ويرشدهم الي الطريق الصحيح او يخفف عنهم معاناتهم. وكان هذا القس يضيع اكثر من فرصة للهرب وذلك ليقوم بدوره فقد فاته القطار ليذهب لسماع اعتراف شخص يحتضر حتي يخفف من ذنبه ومعاناته وقابل اثناء رحلة هروبه اشخاص تأثر بهم كما ترك فيهم تأثيرا عميقا ومنهم فتاة قالت له عند وداعه انها لن تنساه ابدا ما بقيت حية تتنفس .وتنتهي المطارة بنجاح الملازم في مهمته واعدام القس الذي حزن عليه الكثيرون ولكن بدلا من ان يشعر الملازم بالرضا شعر بفراغ كبير وانه هو من تم اعدامه وليس القس (لا اتذكر ان كان قد ان انتحر في نهاية القصة ام لا) واعجبتني الشخصيتان شخصية القس الذي لم يخون دينه الذي يؤمن به وتفويته لفرصة هروبه ليقوم بدوره في مساعدة الناس علي حساب نفسه وشخصية الملازم الذي ادرك خطأه وندم عليه. 

الاثنين، 24 مارس 2014

أيهما أسرع :الصوت أم الضوء؟
اتعلمنا في المدرسة ان الضوء اسرع من الصوت وده بيفسر رؤيتنا للبرق اولا ثم سماعنا للرعد بالرغم من حدوثهما في آن واحد لكن الحياة علمتني ان الصوت احيانا يكون اسرع من الضوء وده بنشوفه لما واحد يسرب اشاعة وتلاقي الكل عرف بيها في خلال ثواني فمؤلف الاشاعة يخبر بها شخص فيخبر هذا الشخص غيره وهكذا ولا يحاول احد منهم التحقق من صحة ما ينشره ولا اثر ذلك علي الشخص موضوع الاشاعة او اثر محتوي الاشاعة علي من يسمعها او علي المجتمع بصفة عامة وتجد ان الاشاعة نفسها قد تحولت الي عدة اشاعات حيث نقلها كل شخص باسلوبه الخاصة مضيفا اليها بعض من ابداعاته في التأليف ولا يشعر هؤلاء بما قد يصيب الشخص محور الاشاعة من ضرر الا عندما يتعرض هو نفسه لاشاعة كاذبة او يتضررمن احداها وعندها يصب لعناته علي من يؤلفون الاشاعات ومن يروجون لها بدون تفكير. وحتي عندما يحدث امر ما حقيقي فان هذا الامر عندما يتناقله اشخاص فانهم يحورونه و(يزينونه ) بالاكاذيب فتضيع الحقيقة .وقد اوضح الاسلام اهمية التأكد من الخبرقبل نشره وخاصة ان كان من مصدر غير موثوق وخطورة نشر الاكاذيب فيقول الله تعالي"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
 سمعنا اشاعات كتير من كام سنة مثلا قالوا ان في سلعوة في البلد والناس اترعبت وبقت تقفل الابواب وتنام من بدري وتحبس الاولاد, ومرة قالوا ان الميه مسممة وقمنا بافرغ المياه علي الارض ,ومرة تانية في المدرسة –مع ظهور حالات تسمم من اغذية المدارس- انتشرت في البلد اشاعة ان احد التلاميذ بمدرستنا اصيب بالتسمم وجاءت الاسعاف ونقلته المستشفي ومع انها كانت اشاعة كاذبة الا اننا فوجئنا بالاهالي يقتحمون علينا المدرسة والفصول ويأخذون اولادهم ولا احدثكم عن الرعب الذي اصاب التلاميذ والذي كان يمكنه ان يسبب وفاة بعضهم –وطبعا كانوا هيلقوا التهمة علي التغذية البريئة-. بعض الاشاعات قد تتطلب اتخاذ اجراءات قبل التأكد منها فهذه تكون اجراءات حماية اذا كانت الاشاعة صحيحة ولكن هذه الاجراءات ايضا يجب اتخاذها بصورة صحيحة والا ستتسبب في ضرر لا داعي له . وهناك اشاعات تخص الحياة الشخصية لبعض الناس وقد تكون كاذبة او ليست بالصورة التي انتشرت بها وهذا النوع من الاشاعات لا احترم من يروج لها لانها تسبب الضرر لاشخاص قد تكون بريئة تماما كما اني اراها امور شخصية لا يجب التدخل فيها ,علي عكس بعض الاشاعات التي قد يكون نشرها بمثابة تحذير قد يمنع وقوع ضرر. ما دفعني الي كتابة هذا الموضوع كثرة الاشاعات التي ينشها التلاميذ في المدرسة بالرغم من تحذيرنا وشرحنا لخطورة هذه الاشاعات والنهاردة وانا في المدرسة لقيت بعض الاولاد اللي رايحين او جايين من الحمام او المعمل  تنظر ناحية الغرب وكان هناك دخان وانتشرت اشاعة في المدرسة في ثوان بين التلاميذ –مع اننا كنا قبل الفسحة يعني التلاميذ كل واحد في فصله بس البركة في الحمام -وتقول الاشاعة ان هذا بسبب طائرة وقعت وهدمت عمارة وقال البعض-من التلاميذ طبعا- ان طائرتين اصطدمتا ووقعتا وتحطمتا منفجرتين وهادمتين عمارة وكان في تلميذة والديها يعملان في مدرسة بالمنطقة التي يفترض ان وقع بها الحادث وخافت ان يكون اصابهما مكروه بالرغم من ان والدتها كانت في زيارة توجيه في مدرستنا اليوم...وغيرها من الاشاعات.

طبعا اكتر مروج للاشاعات الان هو التليفزيون والجرائد كوسيلة لجني المال ويساعدها القارئ والمشاهد في الترويج لها-طبعا بدون الحصول علي اجر- والاشاعات دي بقي مش بتدمر اشخاص بس لكن دي ممكن تدمر شعوب وحضارات دا طبعا بالاضافة الي استغلال البعض هذه الاشاعات لاغراض اخري. فلما لا نتأكد من الخبر قبل نشره حتي لا نتسبب في ايذاء من وما نحب ونندم وساعتها قد لا يفيد الندم في اصلاح ما فسد؟

السبت، 22 مارس 2014

اسمك ايه؟
طبعا بمجرد ان تعرف الزوجة انها حامل وربما من قبلها وهي تحاول وزوجها البحث عن اسم مناسب للمولود وقد تجد انهما يحاولان البحث عن اسم جديد لا يوجد في المنطقة التي يعيشان فيها ليكون مميزا (الاسم طبعا وليس الابن في الواقع )او يختاران اسم شخصية شهيرة وقد يسميانه –اذا كان ولدا-  باسم قبيح منعا للحسد او يقرر الاهل  تسميته باس احد افراد الاسرة كالجد او الجدة وهنا قد يكون اسم الجد او الجدة غير مناسب او مضحك او قديم جدا ...الخ لكن احد الزوجين قد يصر عليه ناسيا ان من واجبه نحو ابنه ان يختار له الاسم المناسب الذي لا يخجل من ان يعرفه الاخرون  .فهذا الاسم ان كان قبيح او مضحك قد يؤثر علي نفسيته سلبا- وقد يدفعه في احيان اخري ان يتفوق ليحول انتباه الناس عن اسمه الي انجازاته وان كانت لعنة اسمه قد تظل تطارده وابناءه (تيمور و شفيقة)-. وقد يقول احد الزوجين سيكون اسمه في الحكومة كذا  ولكننا سنناديه بكذا ويدخل الطفل المدرسة ويكتشف الحقيقة. وقد يحاول الطفل اقناع زملائه بان ينادوه باسمه الاخر الذي يفضله  وهكذا يشتهر بهذا الاسم وينسي او قد يجهل الناس اسمه الاخر وينجب هذا الشخص اطفالا يجهلون بدورهم "اسم ابوهم في الحكومة" ولا يكتشفونه الا مع دخولهم المدرسة دا اذا دخلوا  وقد يلحوا علي ابيهم بتغيير اسمه او يحاولو اسقاطه من اسمهم .

من المواقف المضحة او المبكية –لا اعرف- انني ناديت ولد باسمه في القائمة ولكنه لم يتعرف عليه وولد اخر قال ان اسم والده ليس كذا بل ان والدة احد الاطفال اتضح انها لا تعرف الاسم الاصلي لزوجها . قد يكون الشخص له اسم غير الاسم المثبوت في اوراقه لانه يخجل من اسمه الاصلي .ولكن هناك اخرين لهم اسمين كلاهما جميل فمثلا انا مر علي تلاميذ منهم اللي اسمها رانيا وينادونها بسمة واخري نورهان وينادونها حبيبة وثالثة ايمان وينادونها فرح وغيرهم. وكنت اسأل نفسي ليه الاسم التاني مع ان الاصلي جميل وارد علي نفسي يمكن كل واحد ي البيت كان عاوز يسمي المولود اسم ووصلو للاتفاق ده علشان محدش يزعل . وعلي الصعيد العائلي اكتشفت ان اسماء بعض اعمامي وابنائهم ليست اسمائهم الاصلية  وعندما كنت في المرحلة الابتدائية كانت زميلات احدي شقيقاتي يأتون وينادونها باسم اخر غير اسمها الذي نستخدمه وكنت اشتمهم واقول لهم ان اسمها ليس كذا ولكن كذا وعلمت فيما بعد ان اسمها الثاني هو اسم شقيقة كبري لنا توفيت قبلها . وحتي الان لا نناديها باسمها الاصلي ولا يعرفه الكثيرين مع انه ليس سيئا ومع اني لا احب ان انادي شخص باسمه الثاني في حين ان اسمه الاصلي جميل ولا يمانع ان ينادي به . كما ان البعض يغير اسمه لانه لا يعجبه حتي لو كان حلو.مع اني مش باحب ان الشخص يكون ليه اسم تاني طالما اسمه الاصلي كويس ولو مش كويس او مش عاجبه فالافضل يغيره –لان ده ممكن يسبب مشاكل – لكن ان كان لابد لما لا نخبر هذا الشخص باسمه الاصلي ويخبر هو الاخرين به ايضا  حتي لا يتعرض هو او غيره لموقف محرج واذكر ان بنت عمتي قررت ان تسمي ابنها باسم ولكنهم اسموه باسم اخر ولم يخبروها فكان ان ذهبت لاعطائه التطعيم وظلت الممرضة تنادي اسمه الاخرولم تنتبه قريبتي الا بعد فترة عندما لا حظت تشابه اسم الاب والعائلة. كلمة موجهة لمن يسمون ابناءهم باسماء قبيحة او مضحكة لسبب او لاخر ان من حق الابن علي ابيه ان يسميه باسم مناسب واذكر اني قرأت قصة رجل ذهب الي الرسول عليه السلام يشتكيه عقوق ابنه فطلب الرسول عليه اسلام الابن ولما حضر الابن قال للرسول عليه السلام ان ابيه لم يعطيه حقه في ان يكون له اسم مناسب فامر الرسول الاب بتغيير اسم ابنه.

الجمعة، 21 مارس 2014

فيزا لن تري النور

من كام سنة ادارة المدرسة اعطت لنا استمارات وطلبت منا ان نملأها حتي يتم عمل فيزا لكل واحد منا يستخدمها في صرف راتبه من الصراف الآلي وقتما يحب .المهم بعدها بكام شهر -في شهر نوفمبر او ديسمبر 2012 -ذهبنا لاستلام الفيزا من سكرتيرة المدرسة واكتشفت ان الفيزا الخاصة بي لم يتم استخراجها وطلبت مني السكرتيرة صورة البطاقة الشخصية حتي تقدم بها طلب لاستخراج فيزا .ولان الادارة التعليمية بتقفل الساعة اتنين ظهرا وانا انهي عملي الواحدة والنصف او الثانية الا ربع تبرعت اختي لتذهب الادارة وتسأل اذا كانت الفيزا قد تم استخراجها.اختي كل كام اسبوع تروح تسأل ولكن بلا جدوي ويطلب منها الموظف المسئول صورة بطاقة اخري وكنت في هذا الوقت اتسلم مرتبي شيكا اصرفه شخصيا من  البنك الذي يغلق ابوابه الساعة الثانية ايضا  وبعد عدة اشهر وكام صورة بطاقة ذهبت انا واختي الاخري لاستلم الشيك فانتهزت الفرصة وذهبت للسؤال عن الفيزا فلم اجدها- كل ده والموظف لم يكلف خاطره ويحاول معرفة سبب تأخر استخراجها -وبالمصادفة قابلت سكرتيرة مدرستنا واحد معارفنا وحكيت لهما الموضوع فاخذونا الي الموظف مرة اخري وطلبوا منه ان يبحث عن سبب المشكلة واتضح ان الفيزا الخاصة بي صادرة باسم سيدة اخري تابعة للصحة ولكن الفيزا برقمي القومي .اختي غضبت وتحدثت عن اهمال بعض الموظفين وكان احد الموظفين الاخرين جالسان في نفس الغرفة فعلق بعبارة " دي غلطة واحدة بين 400 مدرسة" انا في الحقيقة غاظني تعليقه اللي بيوضح اهماله واستهتاره وكنت عاوزة اقوله –بس طبعا مقولتش-ان احنا في مدرستنا لوحدها اتنين غيري كان عندهم اخطاء في الفيزا –ولكنهم قاموا باصلاحها- المهم السكرتيرة طلبت منه يشرح لنا  ايه اللي مطلوب نعمله علشان نصلح الغلطة وايه الاوراق المطلوبة . وبعد العديد من السفر والاوراق والتنقل بين الادارة التعليمية والمديرية بالمحافظة طلعت الفيزا ولكن ..............تابعة لوزارة الصحة! –الكلام ده كان الاسبوع اللي فات يعني في مارس 2014-يعني بقالي سنة واربع شهور وانا عارفة ان(احبال الحكومة طويلة بس دي حاجة مش مستاهلة ولا هي طلب وظيفة هيماطلوا فيه علشان يوفروا الفلوس) -وطلب منها الموظف في المديرية انها تروح الادارة التابعة لها وتطلب من الموظف يصحح البيانات فقلت لاختي "اما  المشاوير والورق  والحاجات دي كلها كانت علشان ايه ؟! انا مش عاوزة فيزا ولا تحاولي تصلحيها ولا تتعبي نفسك " لكنها اخبرتني انهم في الادارة يطلبون من الجميع سرعة استخراج الفيزا لانهم لن يقوموا باصدار شيكات فقلت "طب انا ذنبي ايه و اعمل ايه لا هم طلعولي الفيزا ولا هم عاوزين يتحملوا غلطهم ويطلعوا شيك" اخوتي ووالدتي قالوا لي ان المدرسة هي المسؤولة عني وعليها انها تحل المشكلة وطلبت مني اختي الاخري ا لا اذهب الي المدرسة حتي يتم حل الامراما ابي فطلب مني اسم الموظف المسئول حتي يرفع عليه شكوي .طبعا انا مش هاغيب عن المدرسة ولا يعرف احد بها مشكلتي الا السكرتيرة التي اخبرتها عندما علمت بالخطأ الثاني .ولم اخبر ابي باسم الموظف فانا لست متأكدة من المخطئ الحقيقي ولا اريد ان اظلم احد كما لا احب حل مشاكلي بهذه الصورة وان كنت قد الجأ الي هذا ان كانت هذه الطريقة ستجعلهم اشد حرصا في المرات القادمة. ماذا كنتم ستفعلون لو انكم في مكاني؟

الثلاثاء، 18 مارس 2014

يا رب ولد
طبعا انا لا اقصد فيلم فريد شوقي وان كان الموضوع مرتبط بفكرة الفيلم وهي تفضيل البعض لانجاب الذكور علي الاناث. تجد في المجتمعات الشرقية عموما وفي الريف والصعيد وفي الطبقات متوسطة التعليم خصوصا ترسخ فكرة سمو الذكر علي الانثي فتلاقي الزوج ممكن يطلق زوجته بحجة انها لا تنجب الا اناث وكأنها لها دخل في هذا الامر وحتي بعد ان اثبت العلم ان الزوج هو الاساس في تحديد جنس المولود . وانا الحقيقة مش بحب اجادل الناس اللي بتعمل كده باني اقول العلم اثبت هذا ولكن اقول لهم "ان الله يختار لك ذكر او انثي لحمكة ولخير لك ستدركه فيما بعد ".قد يقول البعض "والله انا مش باعترض ولا باكره البنات انا بس نفسي في ولد يشيل اسمي من بعدي والرسول عليه الصلاة والسلام قال "او ولد صالح يدعو له" )وطبعا نسي او تناسي باقي الحديث ولم ينتبه ايضا الي كلمة "صالح" فماذا لو لم يقم بتنشئة هذا الولد التنشئة الصحيحة عندها سيلعن الجميع هذا الولد واهله وبدلا من ان يدعو له سيدعي عليه ليس هو فقط بل المجتمع كله وقد يكون سببا في دخوله النار, وقد تكون كلمة ولد يقصد بها ولد او بنت ولكن استخدم اللفظ المذكر لجوازه للجنسين وهذا نجده في القران كثيرا. وقد يقول البعض(انا عاوز بس ولد يكون سند لي ولاخواته البنات لما يكبر)ولو بصينا حوالينا هنلاقي ان عادة البنت هي اللي بتكون سند لاهلها واخوها اما الولد ففي الغالب بينفصل بزوجته عن اهله ولا يراهم الا في المناسبات  –ولكن هناك طبعا اولاد بيكونوا صالحين مع اهلهم قبل وبعد الموت وبرضه بنات مش بتنفع اهلها وبتجلب الهم والعار لاهلها وفي النهاية دا بيرجع للاهل الذين لم يحسنوا تربيتهم- . اما بقي اللي حجته انه عاوز ولد يشتغل ويصرف علي البيت فدلوقتي بالذات في بنات وستات ناجحة في عملها اكتر من الرجال وبتعيش اهلها في مستوي مادي افضل مما يفعل الرجل . وقد تجد البعض يكره انجاب البنات لان "تربيتهم صعبة وهمهم كبير وبيخافوا عليهم وانهم ضعفاء" ودول بقي مش فاهمين معني التربية صح وفاكرين ان الولد يجوز انه يعمل الغلط ومش هيكون مذنب او الناس تعيب عليه زي البنت مع انهم لو تأملوا القران لوجدوا ان الاسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة في العقاب علي نفس الجريمة بل يساوي بينهما. الابشع من كده ان ممكن الزوجة اللي عندها بنات كتير تقتل الجنين لو عرفت انه بنت .
ولكن في ازواج بيرضوا بما رزقهم الله من الاناث ويكرسون حياتهم لتربيتهن تربية قويمة اخلاقيا وعلميا وعاطفيا و انا اعرف ناس كتير عندها بنات اثبتت انها افضل من رجال وشرفت اهلها واعلت من شأنهم واسر اخري لديها ذكورا كانوا سببا في معاناتها وجلب العار لها واصبحت تتمني لو لم تنجبهم.

طبعا في ناس بيكون عندها بنات وبتربيهم كويس لكنها بتتمني من داخلها ان تنجب اولادا فهذا طبيعي لنا كبشر  ولكنها لا تغضب او تتذمر اذا رزقت بنات فقط بل ترضي بما يختاره الله لها لانها علي يقين انه الخير لها.

الأحد، 16 مارس 2014

أطفال الشوارع :ضحايا أم جناة؟
من هم اطفال الشوارع؟ يري البعض انهم اولئك الاطفال الذين جاؤا بصورة غير شرعية وتخلص منهم آباؤهم و هؤلاء الذين لم يستطع اهلهم الانفاق عليهم فتركوهم في الشارع ومن فقد والديه فلم يجد من ينفق عليه  وكل من لا يعرف احد له اهل واتخذ من الشارع بيتا له. ولكن من وجهة نظري ان هناك فئات اخري يمكن ان نضمها  اليهم وهم الاطفال الذين انشغل عنهم اهلهم بجمع المال وبخلوا عليهم بالتربية الاخلاقية والعاطفة وهؤلاء وان كانوا لهم بيوت واهلهم معروفين ويلبسون ويأكلون الافضل الا انهم مثل اطفال الشوارع حرموا من الدفء العاطفي والتربية الاخلاقية   , وهناك ايضا الاطفال الذين استغلهم اهلهم لجمع المال كأن يجعلوهم يعملون او يعلمونهم السرقة او التسول .وهناك ايضا الاطفال الذين تم اختطافهم وتحويلهم الي مجرمين.
ان اطفال الشوارع هم السم البطيء او القنبلة الموقوتة التي تدمر المجتمع . فأطفال الشوارع يمثلون مجتمع متكامل من الجريمة ابتداءا من سرقة الجيوب الي العصابات الدولية والجواسيس. وهؤلاء الاطفال وان كان بعضهم يعمل منفردا الا ان اكثرهم ينضمون –برغبتهم او اجبارا- الي عصابات منظمة يديرها بالغون.ويكبر هؤلا الاطفال ناقمين علي المجتمع الذي هو من اوجدهم ثم يعاقبهم وحدهم علي ذنب هو طرف رئيسي فيه .
ولكن ما اسباب هذه الظاهرة . ستجد اكثر الاجابات هي سوء الاحوال المادية للاهل فيلجأون للتخلص من الاولاد بالقاءهم في الشارع .الم يكن من الاولي بهم مثلا الا ينجبون هذا العدد من الاطفال طالما انهم لن يستطيعون تحمل مسؤوليتهم –وان كانت المشكلة هي ليست قدرة علي تحمل مسئولية هذا العدد الكبير بقدر ما هي استعداد ورغبة في تحملها-  الم ينظروا الي اسر اسوأ منهم ماديا ولم يلقوا بابنائهم بل ضحوا من اجلهم   فاصبحوا افراد صالحين للمجتمع الم ينظر هؤلا ء الي اولاد الاغنياء الذين يتحولون إلي مجرمين ليدركوا ان المال وحده ليس كل شيء يحتاجه الطفل لينشأ فردا صالحا.
ان اطفال الشوارع ان كانوا هم من يرتكبون الجرائم فان المجرم الحقيقي هو من دفعهم الي ارتكاب هذه الجرائم فقبل ان نحاسب هؤلاء الاطفال علينا ان نحاسب من تسببوا في وجدوهم ومن العجيب اننا سنجد ان كل واحد منا مشترك في هذه الجريمة وليس الاطفال واهلهم فقط و اذكر انني كنت اشاهد مسلسلا تركيا تحكي بعض حلقاته عن محاولة البطل التكفير عن ذنب ارتكبه في حق احد هؤلاء الاطفال ليتضح انه ليس وحده الذي اساء الي هذا الطفل .
ومن الامانة الاشارةالي ان الدولة تحاول حل هذه المشكلة فظهرت المؤسسات التي ترعي مثل هؤلاء الاطفال فهناك الملاجئ والاصلاحيات وغيرها.ولكن بعض من يعملون في  هذه المؤسسات بدلا من ان يخففوا من معاناة هؤلاء الاطفال زادوا من معاناتهم ونقمتهم علي المجتمع وهروبهم من هذه المؤسسات بسوء معاملتهم للاطفال بها سواء بدنيا او معنويا. وليست كل هذه المؤسسات سيئة بل ان بعضها يساهم في اخراج افراد صالحين للمجتمع  بل وان بعضهم يكون له دور رائد في المجتمع ومع هذا فبمجرد ان يعرف المجتمع حقيقة كونه مجهول الاهل يبدأ في نبذه بالرغم من انه قبل هذا كان يقف له احتراما و هكذا يعاقبهم علي ماضي هم ليس لهم ذنب فيه . وبالرغم من ان هناك افلام ومسلسلات وبرامج ناقشت هذه المشكلة واسبابها وابعادها الخطيرة وما يتعرض له هؤلاء الاطفال من سوء معاملة داخل بعض هذه المؤسسات وخارجها الا انه لم يظهر انحسار لهذه الظاهرة بل زادت سوء .اذكر اننا عندما درسنا في الكلية قصة " اوليفر تويست" اخبرنا الدكتور ان هذه الرواية كانت سببا في تحسين احوال الاصلاحيات في هذا الوقت لانها لفتت نظر الدولة لما يحدث فيها والاثر السيء لهذا علي المجتمع. .
من وجهة نظري الشخصية ان علاج المشكلة يكمن في تغيير نظرة المجتمع لهؤلاء الاطفال واحتوائهم ثم البحث عن الاسباب المختلفة لهذه الظاهرة وعلاجها  حتي نقي انفسنا منها . وبهذا بدلا من ان يصبح هؤلاء سبب في تدهور المجتمع يكونوا احد دعائم تقدمه.

السبت، 15 مارس 2014

الدروس الخصوصية: نعمة ام نقمة؟
انتشرت الدروس الخصوصة بصورة كبيرة في الفترة الاخيرة واصبحت كالوباء الذي يعتصر جيوب الاباء ليصبها في جيوب بعض من يسمون انفسهم مربي اجيال.
هل الدروس الخصوصية ظاهرة ضارة ؟ من وجهة نظري هي كغيرها من اشياء كثيرة ليست ضارة في حد ذاتها ولكن سوء استخدامها او استخدامها بصورة مبالغ فيها هو ما يجعلها تظهر بصورة سيئة. قديما كانت الدروس الخصوصية علي شكل مجموعات تقوية قاصرة علي ضعاف الطلاب بغرض تقويتهم ومساعدتهم علي اللحاق برفاقهم وكان التلميذ يشعر بالخجل اذا علم زملاءه بانه يحضر مجموعات تقوية .وكانت تلك المجموعات تؤتي ثمارها غالبا .أما الان فاصبحت الدروس الخصوصية مجالا مفتوحا لجميع الطلاب سواء كان في حاجة اليها ام لا والاسوأ انها لم تفرق بين الضعيف والمتفوق فتري الطالب المتفوق مع الطالب الضعيف في الدرس ولا يراعي المعلم ذلك في طريقة شرحه التي تخاطب الطالب المتفوق فقط والذي يطغي علي الطالب الضعيف فيصبح وجوده في الدرس مثل عدمه ولا يكلف المعلم نفسه بتفريقهم في مجموعتين ليسير مع كل منهم بالسرعة التي تستوعبها عقولهم لان ذلك سيفوت عليه فرصة تكوين مجموعة اخري تدر علي ارباحا ومن المثير للسخرية ان هذا المعلم قد يبرر سوء نتيجته في المدرسة بتكدس الفصول بالتلاميذ بالرغم من انه قد تجد ان المجموعة الواحدة عنده قد يصل عددها احيانا الي ضعف عدد تلاميذ الفصل في المدرسة ولكنه لا يشتكي لان كل زيادة في عدد المجموعة يقابلها زيادة في الارباح التي تدخل جيبه . هناك بعض المعلمين الذين يختبرون الطلاب قبل قبولهم فاذا فشلوا لم يقبلوهم وكأنهم لا يريدون ان يتعبوا انفسهم معهم في حين ان هناك من سوف يحصلون منه علي نفس السعر ولكن بمجهود اقل. ألم يكن اولي بهم ان يجعلوا الغرض من هذا الاختبار هو ان يكون اساس لتصنيف الطلاب في مجموعات يعمل معها وفقا لمستواها ليحقق افضل النتائج ؟ ولكنه نسي الهدف الحقيقي من الدروس واصبحت عنده سبوبة للحصول عي المال وفقط . والادهي من ذلك انني لاحظت عندنا ان البعض ممن هم ليسوا معلمين ولا علاقة لهم بالتعليم يعطون دروس لتلاميذ الابتدائي علي اعتبار يعني ان المنهج بتاعهم بسيط و مش محتاج  تخصص اوي واهو يساعدوا العيال ويساعدوا نفسهم وطبعا بتيجي علي دماغ المعلم في المدرسة اللي بيلاقي( مواهب)طالعة من العيال دول   . وهناك صنف من المعلمين يجبرون تلاميذهم علي اخذ دروسا عندهم أويضطهدون من لا يأخذ دروسا  او من يأخذ دروسا عند اخرين وصنف اخر يبخل علي تلاميذ الفصل بالشرح الجيد الوافي ويجزل العطاء لتلاميذ الدرس ليدفع التلاميذ لاخذ درس عنده , وغيرها من اساليب الجذب.
ولكن من الانصاف ان نقول انه هناك بعض المعلمين الذين يراعون الله في عملهم ويتخذوا من معلم البشرية سيدنا "محمد"عليه السلام القدوة فجمعوا بين الاخلاق والضمير والتمكن من مادتهم  ومنهم من يعطي دروسا لا ليجمع المال ولكن ليساعد طلابه في المقام الاول فيراعي ضميره في الفصل كما يراعي ضميره في الدرس و يراعي الفروق بين الطالب الضعيف والطالب القوي فيتعامل مع كل بالصورة التي تفيده .
ما سبب انتشار هذه الظاهرة بهذا الشكل السيء؟ هل هو تدني الاحوال المادية للمعلم؟هناك من هم ادني منه ماديا ولكن لم يبيعوا ضمائرهم وكان الاولي بالمعلم ان يحاول تحسين احواله بشكل ارقي كأن يساعد ضعاف الطلاب وما اكثرهم وبهذا يكون افادهم  وحسن من مستواه المادي دون ان يفقد احترام المجتمع بل سيزيد من احترامه له . هل هم الاهل الذين يجبرون المعلمين علي اعطاء دروسا لابناءهم حتي لو كانوا متفوقين ولا يحتاجونها معتقدين ان هذا هو الطريق الوحيد ليصبحوا متفوقين أو اكثر تفوقا ويدخلون احد كليات القمة ؟ هناك تلاميذ يرسبون بالرغم من انهم يأخذون دروسا بل قد يأخذ بعضهم درسين في المادة الواحدة عند اثنين من المعلمين ولكن بلا فائدة فيومه يصبح ذهاب من مدرسة الي درس ثم الي اخر فينقضي اليوم فلا يجد الوقت ليذاكر ما تعلمه .هل السبب هو صعوبة المناهج وعدم كفاية وقت الدراسة؟ لوعلم الاهل والمعلمون الطالب ان يفكر ولو قليلا ويستفيد من التكنولوجيا المتوفرة لديه بصورة صحيحة لتغلب علي هذا . هل اصبحت الدروس موضة ؟ ليست كل موضة تناسبنا فعلينا ان ننتقي منها ما يناسبنا فقط لا ان نقلد تقليد اعمي .وهل السبب ان التلميذ اصبح كسولا فلم يعد يفكر واراد الحل السريع ؟و هل لان المجتمع اصبح يقدر كل فرد بما يملكه من مال (معاك قرش تسوي قرش) ؟ هل لان المجتمع لا يوفي المعلم حقه سواء ماديا او في احترامه وتقديره لمكانته؟ كان اولي بالمعلم ان يحاول هو ان يدفع المجتمع الي هذا باحترمه لمهنته. كان اولي بالمعلم ان يحاول تصحيح هذه الفكرة لتلاميذه ليصبح الجيل القادم افضل ولكنه لم يحاول حتي تصحيحها لنفسه بل سلم بها بدون تفكير. وهل ؟ و هل؟ كثير من  الاسباب التي ليس احدها بل جميعها تسبب في الظاهرة والجريمة مشتركة بين المعلم وولي الامر والتلميذ ووزير التعليم أي المجتمع كله و مع ذلك فكل منهم يلقي اللوم علي الاخر.
ومن المثير للسخرية انه بالرغم من الانتشار الوبائي لهذه الظاهرة الا ان مستوي التلاميذ لم يتحسن  بل لقد قل وزادت الفجوة بين الطالب المتفوق والطالب الضعيف.ربما لان المعلم اتخذ من الدروس وسيلة لجمع المال فقط واعتقد الاهل والأولاد ان الدروس تطعم اولادهم التفوق بدون ان يكلفون انفسهم عناء التفكير والمذاكرة قليلا . وبالرغم من ان النتائج اثبتت فشل الدروس بهذا الشكل الا ان التلاميذ لم يتوقفوا عن اخذها ولم يحاول الاهل ان يكلفوا انفسهم عناء البحث عن سبب فشلها ولا حتي يعترفون بهذا الفشل فتجد اكثرهم يقول عبارات مثل " انا بخليه ياخد درس علشان اخلص ضميري منه وميكونش ليه حجة"
لقد اصبحت الدروس تجارة يتنافس عليها المعلمون فظهرت مراكز لاعطاء دروس خصوصية واصبحت الحجز ويا بخت اللي يلحق يحجز قبل ما العدد يكتمل وخاصة لو كان صاحب المركز من كبار المعلمين واشهرهم وطبعا لم يخل الامر من امور الواسطة.
هل لو كان أحمد شوقي عاش الي هذا الوقت هل كان ليقول هذا البيت من الشعر
قم للمعلم وفه التبجيلا        كاد المعلم ان يكون رسولا
لقد اساء المعلم الي نفسه عندما حول مهنته السامية مهنة الانبياء الي وسيلة لجمع المال وفقط .
اقولها مرة ثانية ليس كل المعلمين بهذه الصورة السيئة ولكن كثرة او مدي سوء افعال بعض المعلمين اساء للقلة المحترمة تماما كما هو الحال مع الاطباء والمحامين ورجال الاعمال .........الخ
فكل الاحترم والتقدير لكل من احترم مهنته ولم يحولها الي وسيلة فقط لجمع المال او الشهرة.


الأربعاء، 12 مارس 2014

ليست مجرد كلمات
بالرغم من ان الكلمة لا تحتاج الي الكثير من الجهد البدني او المادي الا ان تأثيرها كبير علي الجوانب البدنية والعقلية والمعنوية للانسان سواء  بالسلب او الايجاب. فهناك كلمات قد تقتل افراد واخري تبث الحياة في نفوس قد يئست وهناك كلمات تندلع بسببها حروب واخري قد توقف حروب وكلمات تشفي امراض استعصي علي الطب  علاجها واخري تسبب امراضا لا شفاء منها واخري كانت سببا في نجاح وغيرها كانت سببا في فشل. وديننا الاسلامي لم يفته ما للكلمة من تأثير علي الناس فكان الرسل من افضل الناس كلاما لما لهذا من اثر طيب علي نجاح رسالتهم ووصولها الي قلوب الناس . قال تعالي "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وقال عز وجل ايضا "فقولا له قولا لينا" وقال في اية اخري "وجادلهم بالتي هي احسن" وغيرها من الايات التي ايضا تحذر من الاضرار التي قد يسببها الكلام ومنها قوله تعالي "يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين". كما قال علي السلام " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر قليقل خيرا او ليصمت"
هناك افراد اشد بخلا من البخيل بالمال وهو البخيل بالكلمة الطيبة فماذا يضير المرأة المتزوجة من رجل فقير لم يستطع ان يشتري لها خاتما مثلا طلبته منه في عيد زواجهما  ان تقول له عبارة مثل " ولا يهمك دي كلها كماليات ملهاش لازمة ومتفاته المهم انك جنبي وبخير وبعدين الحاجات دي عند الناس كلها لكن مش كل الناس عندها زوج رائع مثلك" وانا متأكدة انه هيحاول ويبذل جهده انه يوفر لها كل شيء علشان يسعدها .وماذا يضير الزوج ان يقول لزوجته من حين لاخر عبارة مثل " اتعلمين انك اغلي شيء امتلكه فانت كالجوهرة النفيسة التي لا يملكها سوي المحظوظون" وحينها ستحاول الزوجة ان تفعل كل ماتسطيع فعله لتكون افضل واجمل زوجة في عين زوجها .
وماذا يضير المعلم من ان يقول لتلميذ ضعيف حاول المشاركة ولكنه اخطأ الاجابة  عبارة مثل " انا مبسوط انك شاركت معانا والمرة الجاية ان شاء الله تكون تكون اجابتك صح بس ركز معايا شوية وساعتها هتعرف انك  زي زمايلك اللي جاوبوا صح ويمكن احسن كمان" بدلا من عبارة مثل " يعني بقالك سنة ساكت واول ما تنطق تجاوب غلط اقعد يا غبي" فساعتها الولد ممكن يفضل ساكت طول الحصة حتي لو عرف اجابة سؤال ويمكن يسيب المدرسة خالص و ايه اللي يضر لو سأل سؤال سهل وولد ضعيف رفع ايده يخليه هو اللي يجاوب ويشجعة بكلمة زي "برافو ممتاز كل الفصل يسقف له" وساعتها الولد  ممكن يبدأ يركز ويتحسن مستواه.
وايه الخسارة لو مدير شركة جه مرة في وسط اجتماع لطاقم الشركة مدح فرد منهم بيخلص في عمله ساعتها الفرد ده هينسي تعبه وهيبذل جهد اكبر ويمكن زمايله يحاولو يقلدوه في تفانيه في عمله . او يقول لهم عبارة زي" لولا جهودكم ما كانت هذه الشركة لتنجح هذا النجاح الباهر "
 شهادة التقدير هي اكبر دليل علي ان الكلمة لها تأثير كبير . وفي ناس كتير عندها شهادة التقدير افضل من المكافات المادية.
لو بصينا حوالينا وفي حياتنا  احنا نفسنا هنلاقي نجاحات و فشل كان السبب فيها مجرد كلمات . لهذا فعلينا ان ننتقي كلامنا والاهم من ذلك ان  نقوله في الوقت المناسب  .



الأحد، 9 مارس 2014

 جسد بلا روح

 كانت قريتنا قرية فقيرة بيوتها اغلبها طابق واحد مسقوف بالالواح الخشبية ولا يوجد بها من محلات سوي محلات البقالة فقط  كان هناك نوعا من الترابط بين اهلها وبقية من اخلاق قلما تجدها فيما يجاورها من قري ولكن في خلال الخمس سنوات الماضية او اقل قليلا بدأت مظاهر الثراء تعلن عن نفسها يوازيها انحدار في الاخلاق وانحلال الترابط بين  افراد البيت الواحد فتجد الاخ يقاتل ويقاطع  شقيقه من اجل قطعة ارض وتري الابن يصرخ في وجه ابيه لاتفه الاسباب وتري الاغنياء يتنافسون في بناء العمارات الشاهقة ذات التجهيزات الفاخرة علي احدث موضة لابناءهمم واحفادهم  الرضع أوالذين لم يأتوا بعد  وبدأ صراع البحث عن المال واصبحنا نعيش عصر جاهلية جديد فأصبحنا عبيدا للمال فأصبح المعلم يعطي دروسا لا ليساعد تلاميذه ولكن ليحصل علي المال سواء استفاد تلاميذه ام لا وتري المحامي يدافع عن شخص وهو يعلم انه ليس علي حق بحجة ان الجميع هكذا فمن اين له ان( يسترزق) وتري عمال البناء يأتون اليك  يوم ثم يفوتون عشرة ايام ليبدأوا اعمال  عند عشرة اخرين حتي لا تفوتهم فرصة ونجد الطبيب لا يحافظ علي حياة مرضاه لان هذا واجبه ولكن ليجد من ينقذ جيبه عند الحاجة ونجد ملائكة الرحمة تحولوا الي ملائكة جحيم وغيرهم متناسين جميعهم ان الموت يأتي فجأة فلا يتمتعون بما جمعوه في الدنيا ولا يشفع لهم في الاخرة بل قد يكون سببا في هلاكهم والحقيقة ان معظم من كنزوا المال و بنوا العمارت ماتو من دون ان يتمتعوا بالعيش فيها ولكن لا احد يتعظ . انشغل الكل بجمع المال من اجل سد حاجات انفسهم و اطفالهم – التي هي حاجات معظمها من صنعهم ليبرروا لانفسهم محاولة اشباعها- ولم يحاول السواد الاعظم منهم ان يعلم هؤلاء الاطفال الغرض من جمع المال ولا كيف يحسن استغلاله ليستفيد منه في الدنيا والاخرة وكانت النتيجة ان تشرب الابناء العادة فبدأوا يبحثون عن طرق لجمع المال فنجد الطفل قد يسرق من اهله او زميله ونجد اخر ترك التعليم ليتعلم مهنة يكسب منها المال لينفق علي الطعام والملبس وفاتورة المحمول والسجائر وما خفي كان اعظم . ابناء قريتي يسافرون للزراعة في المناطق الصحراوية  في الوادي الجديد وابي سمبل واسوان وغيرها كانوا يزرعون شتاءا ويقضون شهور الصيف مع ابناءهم ولكن طعم المال اغراهم فاصبحوا يزرعون طوال العام ليسدوا حاجات ابنائهم المتزايدة علي حد قولهم واصبح الطفل لا يري والده الا في الاعياد وقد لا يراه فيها ايضا واصبحت تربية الابناء علي عاتق الام المنشغلة بالاعمال المنزلية هذا ان لم تكن مرأة عاملة ويصبح الشارع هو مأوي الطفل طوال اليوم ولا يعود الا للنوم أو لتناول الطعام الذي كثيرا ما يتناوله خارج البيت علي صورة وجبات سريعة يشتريها من مصروفه  وهكذا تضيع الفرصة الوحيدة التي قد تجتمع فيها الاسرة واصبح دور الاب من وجهة نظره التمويل فقط فيأتي الاب يومين ليستريح من عناء العمل فيفاجئ بأن ابناءه فاشلين دراسيا ومنحرفين اخلاقيا فيبدأ في لوم الزوجة التي لا تؤدي دورها في تربية ابنائه متجاهلة العناء الذي يبذله هو في سد احتياجاتهم التي لا تنقطع واذا كانت الزوجة حكيمة قليلا وحاولت تعليم ابنائها بعض الاخلاقيات يأتي الزوج ليهدم ما بنته بحجة انه لا يأتي الا ( يومين ومش عاوز يزعل فيهم العيال فيسيبهم يدلعوا شوية )  اصبح دور الاب والام تجاه الطفل هو اشباع حاجات الجسد ونسوا او تناسوا ان الانسان جسد و روح وان ارادوا ان ينشأ ابناءهم بطريقة سليمة  فعليهم ان يهتموا بالجانبين معا. لم يفكر احدهم ان  تربية الابناء – وخاصة في جانب الروح - هي عملية مشتركة بينهم .  اصبحت الام في نظر الطفل خادمة تنظف البيت وتغسل الملابس و تطهو الطعام واصبح الاب هو البنك الذي يقترض منه دون فوائد و رد هذا القرض وهذه الخدمة يكون مؤجل الي ان يصير شابا يرده في صورة رعاية لهم في الكبر  وحينها قد لا يستطيع الوالدين استرداد القرض لانهما لم يأخدا ضمان وهو التربية الاخلاقية والروحية التي لم يغرساها في ابنائهما .
ونجد انفسنا نحن المعلمون نعلم اطفالا يأتون الي المدرسة كنوع من العقاب الذي فرضه الاهل عليهم وبإغراء من المصروف الكبير الذي يأخذونه من والديهم اللذان اعتقدوا ان المال وحده سيعلم ابناءهم .لم يراعوا ان هناك اطفال يتلقون مصروفا لا يذكرأو لا يتلقون مصروفا . واذكر اختي وهي تحدثني ان ابنة شقيقة زوجها التي تشتكي لوالدتها قلة مصروفها الذي لا يتعدي النصف جنيه في حين ان زميلاتها يأخذن خمسة جنيهات او اكثر هذا غير ما يأخذونه بعد المدرسة واتذكر عندما كنا صغارا وكان ابي يحضر الفاكهة وتطلب منا امي الا نأكلها في الخارج مراعاة للاخرين الذين لا يستطعون شرائها . ونصبح في حيرة من امرنا فنحن واجبنا ان نساعد الطفل علي مواجهة الحياة الواقعية و التي اصبحت بحث عن الماديات فقط فهل نغرس فيهم القيم المادية التي سيواجهونها في الحياة الحقيقية ام نغرس فيهم القيم الانسانية التي انقرضت فيخرجون للواقع ويصدمون بما يرونه من تناقض بين ما تعلموه وما يواجهونه فينبذون ما تعلموه وراء ظهورهم وينغمسوا في الواقع المرير ويضيع مجهودنا هباء  ام نحاول ان نكون متفائلين و نقوم بواجبنا المقدس من التربية الصحيحة المتكاملةعلي امل ان نصنع منهم نواة لاصلاح المجتمع ليصبح في المستقبل ليس فقط جسد ولكن ايضا روح افتقدها هذا الحاضر.
ولكن من الانصاف ان اقول انه هناك اقلية تجاهد وسط عالم الماديات هذا من اجل تنشئة ابنائها تنشئة متكاملة جسديا وروحيا واخلاقيا ولكن اخشي ان يضيع مجهود هذه الاقلية  فتبدأ تدريجيا في الانحدار الي عالم الماديات او الي عالم اليأس.






الخميس، 6 مارس 2014

مرسي ولا سيسي؟
لوقت قريب وتحديدا قبل ثورة 25 يناير كانت الناس مبتتكلمش في السياسة يمكن خوف او عدم اهتمام لكن بعد الثورة اتغير الوضع وبقي الكل حتي طفل ما قبل الحضانة بقوا بيتكلموا في السياسة مع ان غالبيتهم ميعرفوش يعني اية سياسة دولة وبقت السياسة عاملة زي الموضوع العام اللي كل  واحد لازم يقول رأيه الشخصي فيه وبقيت انا في الفصل اسمع  الولد ده بيتكلم عن مرسي او السيسي وكأنه محلل سياسي مخضرم  وبدأت تحصل انقسامات سياسية في المدرسة بين التلاميذ اللي بتشجع السيسي وتلك التي تشجع مرسي والاخوان بالرغم من ان التلاميذ دي مازالت اطفال لايمكنها استيعاب مثل هذه الامور التي لا تؤخذ بظاهرها فقط واصبح من المعتاد ان تجد هذا التلميذ يدخل في نقاش حاد مع ذاك التلميذ الذي يخالفه في الاتجاه السياسي وقد يصل الامر الي حد الدخول في مشاجرة دامية وتراشق بالالفاظ الخارجة وحتي بعد ان يتم انهاءها من قبل ادارة المدرسة قد يتوعد احد الطرفين الاخر بانه سيقوم (بتربيته ) بعد انتهاء اليوم الدراسي وفعلا نجد هذا الولد قد جمع عدد من اتباعه من داخل المدرسة وخارجها ويدخلون في مشاجرة اخري يقوم اهالي المنطقة بفضها لاعنين التلاميذ واهلهم .
ويأبي التلميذ الا ان يجهر ويفتخر بانتمائه  لحزب معين فتري ادواته تزخر بعبارات وصور تمجد التيار الذي ينتمي اليه ولا يكتفي التلميذ بهذا فتري كراساته وكتبه مزينة برسومات مماثلة فضلا عن جدران الفصول والمدرسة عامة. وبالرغم من التحذيرات التي يلقيها المعلمون وان المدرسة ليست لمثل هذه الامور وانه لا يجب التحدث في مثل هذه الامور التي لا يفهمونها وضرورة احترام اراء الاخرين والا يتكلمون فيما لا يفهمون الا ان الامور تزداد سوءا خاصة ان اهل هؤلاء التلاميذ هم افراد متعصبون لتياراتهم السياسية وهم من يشجعون بل ويفتخرون بأفعال اولادهم التي لا تساوي شيئا امام  سوء اعمالهم انفسهم .
احيانا الاقي ولد او بنت بيسألوني انا تبع مرسي ولا السيسي فبحاول اكون حيادية واوضح لهم ان مرسي والسيسي زي أي شخص لهم عيوب ومميزات وان انا باشجع مميزاتهم وبرفض عيوبهم علي امل انهم يتبنوا مبدأ الحيادية لغاية ما يكبروا ويوصلوا للمرحلة اللي ممكن عندها يقدروا يحكموا صح , مع ان انا نفسي بقيت حاسة اني تايهة ومش فاهمة أي حاجة عندما اسمع كلام زميلاتي  المدرسات وهن يتكلمن مؤيدات هذا التيار او ذاك واري كل طرف يحاول اقناعي بصواب رأيه فأصبحت استمع لكلامهن فقط من باب ادب الانصات للاخرين وفقط بدون ان احاول الانحياز لهذا او ذاك التيار.


الأربعاء، 5 مارس 2014

اطفالهم واطفالنا
بالرغم من اننا في مدرسة ابتدائي الا اني باحسن اننا في مدرسة ثانوي او جامعة والسبب ان التلاميذ اللي عندنا- بما فيهم اطفال الحضانة-  والمفروض انهم لسه في مرحلة الطفولة – حتي وان كانت طفولة متأخرة بس برضه اسمهم اطفال- بيتصرفوا ويتكلموا- داطبعا غير المظهر- وكأنهم في مرحلة مراهقة وتلاقيهم فاهمين كل حاجة – ماعدا اللي بيدرسوه في كتب المدرسة طبعا- وممكن يتكلموا عن حاجات خاصة بالكبار انت يا كبير مسمعتش عنها.مبقاش في الاطفال الساذجة العبيطة اللي متعرفش اكتر من اللي المفروض تعرفه في سنها ده, بمعني ادق ماعدش في اطفال بالمعني الحقيقي للكلمة.في اوقات باقعد اقارن بينا لما كنا اطفال وبينهم دلوقتي فاحس كأني باقارن بين طفل حضانة وخريج جامعة طبعا المقارنة دي باعملها بيني وبين نفسي فمابحسش بالخجل من مدي السذاجة اللي كنا فيها واحنا صغارعلي عكس لما اكون قاعدة والاقي واحدة في ثالثة اورابعة ابتدائي بتكلمني كلام بيحسسني انا انها امي وبتهيأني لمرحلة عمرية جديدة وانا مش فاهمة حاجة ولا عارفة ارد.
اتذكرت موقف حصلي وانا تلميذة في الابتدائي كنت فيه اد اية ساذجة وعبيطة لكن في نفس الوقت كنت طفلة بريئة . كنت انا واختي الاصغر مني وبنت عمي راجعين من المدرسة وكان باقي معانا من مصروفنا شلن – والشلن للي ميعرفهوش بيساوي واحد علي عشرين من الجنية الحالي اللي مبقاش بيساوي حتي الصفر  اللي علي الشمال اللي ملوش قيمة زي ما اتعلمنا-  المهم قررنا نصرف الشلن ده ونجيب بيه بسكويتة فدخلنا صيدلية- ايوة صيدلية مش بقولكم اطفال – طبعنا الصيدلي ضحك – مش متأكدة بس اكيد ضحك دا ان ماكنش مات من الضحك- وقالنا ان معندوش بسكويت فخرجنا من الصيدلية .كانت شنطة اختي مفكوكة من الجنب واحنا طالعين من الصيدلية وقع من الشنطة كتابين فاختي سابت الشنطة والكتب علي الارض ومشيت فبنت عمي بتقولها تاخد شنطتها وراحة تشيل الشنطة فوقعت بقية الكتب علي الارض – كل ده علشان البسكويتة- بعد ما لملمنا كرامتنا قصدي كتبنا اللي وقعت علي الارض كنا لسه مصممين اننا نصرف الشلن فرحنا لمحل تاني والمرة دي كان محل ملابس في الشارع اللي قبل الصيدلية علي طول وطبعا مقدرناش نتحصل علي البسكويتة – اعتقد ان الصيدلي وبتاع محل الملابس قرروا بعد الواقعة دي يجيبوا علبة بسكويت علشان لو حد اهبل زينا هبط عليهم لكن بعد فشلهم في بيعها اكلوها هم من غيظهم وهم بيدعوا علينا – اللي كايدني في الموضوع اني مش قادرة اتذكر احنا صرفنا الشلن ولا رجعنا بيه –خوفي الا يكون ضاع بعد ما بهدلنا- انا بقول اسأل اللي كانوا معايا هم صحيح اصغر مني لكن علي رأي المثل اصغر منك بيوم يفتكر اكتر منك بسنة.
طبعا انا مقصدش من الكلام ده اننا نسيب الاطفال من غير معرفة لكن اللي اقصده اني ادي للطفل فرصة يعيش المرحلة اللي هو فيها والمعرفة تكون في وقتها الصحيح. وبالرغم من ان اهلنا ماكانوش متعلمين ولا كانوا بيفهمونا زي الاهل دلوقتي الا اننا كنا افضل من اطفال دلوقتي في حاجات كتير منها اننا كنا افضل منهم عقليا دراسيا بالرغم من اننا لا كنا بنذاكر ولا بناخد دروس ولا بنشتري ملخصات ولا معانا الة حاسبة – هو صحيح المناهج اتعقدت دلوقتي الا انه بيقابلها تسهيلات كتييير للطلبة ومع ذلك برضو مش متفوقين وان كانوا بيحصلوا علي درجات عالية لكن علي الورق وبس لدرجة انك لو جيت تسأل واحد في الاعدادي تلاتة واتنين كام يا إما يعد علي صوابعه يا إما لو الالة الحاسبة معاه يطلعها ويقعد يحسب ولا كأنه بيحسب ارباح قناة السويس. دا غير اننا كنا بنحترم – او يمكن بنخاف- معلمينا وبنسيب مسافة بينا علي عكس دلوقتي ممكن تكون ماشي في الشارع وتلاقي واحد من تلامذتك حدف عليك حاجة او شتمك او تلاقيه بينادي عليك ولا كأنه بينده علي الواد اللي بيلعب معاه في الشارع. دا طبعا غير اللي تلاقيه قاعد يهزر معاك ولا كأنك صاحبه من وانتم بترضعوا . بس لا انكر ان في تلاميذ دلوقتي هم تلاميذ مثاليين بحق الكلمة وافضل من اطفال زمان  والاجمل انهم بالرغم من ادبهم وانهم بيراعوا لمسافة بينهم وبين معلميهم الا انها من جواهم لسه اطفال بريئة.


الثلاثاء، 4 مارس 2014

هنا و....هناك
بنحاول نعلم التلاميذ انهم يحافظوا علي نظافة المكان فوفرنالهم سلة في كل فصل وسلة مربوطة علي كل شجرة في الحوش لكن الاولاد مصرين علي انهم يرموا الورق علي الارض حتي اللي بيروح يرميها في السلة ومتجيش فيها مبيكلفش نفسة انه يشيلها تاني ويحطها في السلة والنتيجة تلاقي السلة فاضية واكوام الورق حواليها نصحناهم بالحسني مفيش فايدة والضرب برضه مفيش فايدة بقت المديرة توطي تشيل الورقة بنفسها علشان الاولاد يشوفوها ويقتدوا بها ولا كأنها عملت حاجة دا ممكن تلاقيهم بيرموا الورقة مخصوص علشان تشيلها هي. وتكون المدرسة مننا قاعدة في الفصل وتلاقي الولد بيحدف الورقة من الشباك ال يعني علشان ميوسخش الفصل وكأن الغرض نظافة الفصل بس مش النضافة العامة أوكأنه لو حطها في السلة اللي في الفصل كده هيوسخ الفصل.
من المواقف الطريفة اللي حصلتلي مرة في طابور بعد الفسحة الولد كان لسه بياكل في كيس شيبسي فقلتله لما تخلصله مترميش الكيس هنا – اقصد انه يرميه في السلة- ورد الولد بأدب "حاضر يا ابلة" لكن بعد ما خلص لقيته رماه علي الارض بس بعيد شوية عنه فبصيتله وقلتله انا مش قلتلك مترميش الكيس "هنا" فرد بكل براءة وهو بيشاور جنبه "انا مرميتهوش (هنا)" وكمل وهو بيشاور ناحية الكيس البعيد شوية "انا رميته (هناك)"  الحقيقة المشكلة دي حلها مش في ايدينا احنا بس - وان كان لينا الدور الاعظم- لكن كمان الاسرة والطفل نفسه والمجتمع اللي حواليه لازم يتعاونوا في حلها زي ما لازم يتعاونوا في حل المشاكل التانية اللي مش ممكن تتحل الا بتعاون كل الاطراف المسببة للمشكلة نفسها.


السبت، 1 مارس 2014

بلاص المش
كان " حمدان" يدندن بلحن رومانسي وهو يصعد السلالم متهاديا في مشيته وعندما وصل الي السطح تكابل عليه البط والاوز الذي تربيه زوجته فتوقف عن الدندنة لاعنا زوجته التي لم تطعمه حتي هذا الوقت. اتجه " حمدان" الي نقطة بعينها علي السطح ولكنه شهق في رعب واسرع هابطا الدرج كمن رأي عفريتا . "انت ياولية انت تعالي هنا." زعق " حمدان" بهذه العبارة في وجه زوجته التي تركت مافي يدها واسرعت اليه قائلة في فزع" ايه يا راجل في مصيبة حصلت ولا ايه اللي جرالك؟" رد " حمدان" بنفاذ صبر " فين بلاص المش الصغير اللي كان علي السطح يا ولية؟" خبطت " ام سلامة" بيدها علي صدرها ثم مصمصت شفتيها قائلا في سخرية " كل الهوجة والزعيق ده علشان بلاص مش اما لو كان بلاص عسل كنت عملت اية؟" لطمها " حمدان" علي وجهها صارخا " ياولية ردي علي قد السؤال ومتخلينيش اتهورواعمل فيكي حاجة والحكاية مش ناقصة."  ردت الزوجة باستسلام " بعته لابنك اللي بيتعلم في البندر ....اصل بقاله فترة مجاش قلت اكيد وحشته الجبنة ام مش بتاع البلد."
استقل " حمدان" القطار الذاهب الي القاهرة وعندما وصل اوقف تاكسيا وابرز له الورقة المكتوب عليها عنوان السكن الخاص بابنه . عندما فتح "سلامة الباب لم يكن يتوقع ان يكون والده هو الطارق فتغير لون وجهه وشحب شحوب الموتي وقال بعد ان فاق جزئيا من الصدمة " ابا ..........أأأنت جاي ليه ..ق ق قصدي حمدالله علي السلامة خطوة عزيزة " ثم رفع صوته عاليا " ازيك يا با عامل ايه وامي عاملة ايه .دا انت نورت يا با والله." نظر اليه والده قائلا باستنكار " انت بترفع صوتك كده ليه يا له انت فاكرني اطرش  ولا في ايه ؟" تلعثم "سلامة" قائلا " مممفيش حاجة ياحاج دا انا بس مبسوط بشوفتك" ازاحه الاب من طريقه قائلا " اضحك عليا يا واد ....فاكرني بريالة ولا انا تايه عن الاعيب بتوع البندر اللي انت شميت منهم." اقتحم " حمدان" غرفة نوم ابنه ليفاجأ بفتاة جالسة علي السرير وفي يدها كتاب فنظر الي ابنه بغضب قائلا " مين دي يا فاجر؟" امسكه ابنه مهدئا " دد..د ..دي واحدة زميلتي يا با كنا بنذاكر سوا." رد الاب بسخرية "من قلة الرجالة يا ابن ال........ طب اصرفها يا خويا علشان عاوز اقولك كلمتين."
عاد " حمدان" الي البلدة بعد ان فقد اثر بلاص المش الذي باعه ابنه ليحصل علي بعض المال الذي كان في حاجة اليه علي حد قوله. كان " حمدان" يدخر ما يستطيع توفيره من مال عن زوجته وابنه في بلاص المش لاعتقاده بان هذا أأمن مكان لن يفكر فيه احد. كان يريد ان يوفر مهر "تفاحة " ابنة الحاج " عوض" فقد فتنته منذ ان راها تملأ وهو ذاهب الي عمله بحقل الشيخ "علي". لم يصدق " حمدان" ان ابنه قد باع بلاص المش دون ان يكتشف ما به من مال فلم يكن ثمن البلاص ليتجاوز الخمسين جنيه علي اية حال ولكنه لم يكن يستطيع ان يصارح ابنه بشأن المال الذي كان يدخره والذي كان اولي به ان يعطيه لابنه ليعينه في تعليمه . كما لم يصدق ان الفتاة التي راها عند ابنه كانت تذاكر مع ابنه ولكنه احس ان الله يعاقبه لحرمان ابنه وزوجته ليتزوج باخري . كان قبل عودته من عند ابنه قد نصحه  بأن ينتبه لدراسته ولا يفكر في "الامور الاخري" فهو مازال صغيرا إلا انه احس انه هو من بحاجة الي هذه النصيحة.
عندما عاد " حمدان" الي بيته اعتذر لزوجته عن قسوته معها وعندما سألته عن سبب غضبه الغير عادي بشأن اختفاء بلاص المش لفق لها حكاية بسيطة فقد كانت زوجته "أم سلامة"  "علي نياتها" علي حد قوله.

اختلت "أم سلامة" بنفسها في غرفتها بعد ذهاب زوجها الي العمل واخرجت صرة من احد اعمدة السرير المجوفة وفتحتها واخذت تتأمل  و"تملي عينها" في القطع الذهبية التي اشترتها بالمال الذي اكتشفته في بلاص المش والذي كان زوجها يدخره فيه لغرض اكتشفته مؤخرا من احد سيدات القرية. عندما اخفت كنزها في مكانه الامين عادت " أم سلامة" ترسم ملامح الطيبة والسذاجة التي اعتاد زوجها واهل قريتها رؤيتها علي وجهها.  

الخميس، 27 فبراير 2014

أنا والمدينة الجامعية
  قرأت كتير عن المدينة الجامعية وانا لسه طالبة في الإعدادي والثانوي وللاسف كل اللي انا قرأته كان بيدي صورة سلبية عن المدينة ……..نظام الاكل اللي ميصلحش يتسمي اكل لانه كان مجرد عينات  ناهيك عن طعمه ال(……..) دا طبعا لو كان ليه طعم اصلا وكان اكل نباتي  الا في الاعياد اللي بتكون اجازة طبعا, وحجم الاودة اللي مبيسعش فرد واحد من غير حاجاته ويفاجأ ان ليه خمس ست شركا تانيين في الاودة, والحمامات اللي بالدور  وإلا تقعد من غير ما تاخد شاور لغاية متروح  وان كان الشاور رحمة علي ريح الحاجات التانية اللي مينفعش تستني. الحقيقة كل ده خلاني اصدر حكم مسبق علي المدينة من قبل ما اسكنها  لكن الحكم ده اتغير وانا في تانية كلية.
لما دخلت الكلية كل اللي قريته عن المدينه  ممنعنيش اني اقدم ورقي علشان اسكن المدينة .كان مجموعي 91% يعني هاكون في اول دفعة من سنة اولي هتسكن المدينة – المدينة كانت بتسكن علي دفع والاولي للتقديرات الاعلي – لكن سنة اولي كانت بتتأخر في السكن عن السنين التانية علشان كده سكنت عند عمي لغاية ما اسمي ينزل في المدينة. لكن لضيق ذات اليد اضطريت اكمل السنة عند عمي. سكنت المدينة التلات سنين البايقيين لي في الكلية والحقيقة المدينة مكانتش بالسوء اللي قريته عنها بالعكس كان فيها مميزات كتيرة والاكل كان كويس : الغدا يوم لحمة مع الخضار والارز ويوم فراخ  مع المعكرونة والخضار  ماعدا الجمعة كان بيض وعدس ... +العيش والسلاطة والفاكهة الموسم  مع كل وجبة . الفطار السنين اللي قبلها كانوا بيستلموه الصبح بدري لكن السنادي – وكأنهم حسوا ان انا مبحبش اصحي بدري- بقي العشا والغدا بناخدهم مع بعض : تلات ارغفة عيش ومربي وطحينية و جبنة مثلثاث وجبنة بيضة او رومي واتنين بيض ماعدا الجمعة لاننا بناخد بيض في الغدا ولبن وزبادي وفول عليه زيت وليمون( كان معظمنا مابيكلش معظم الحاجات دي وكان كل ما يجي مروح تكون شنطته مليانة بالحاجات دي)
اما حجم الاودة  فكان مناسب مع اننا ستة في الاودة –الاان اختلاف ايام سفرنا كانت بتخلي العدد اقل وممكن يصفي علي واحدة تروح اودة تانية لغاية مع زمايلها يرجعوا- كانت السراير كل اتنين فوق بعض وكان لكل واحد ضلفة دولاب . كان معظمنا بيجيب البطاطين وملاية السرير من البيت وكان قليل جدا انك تلاقي حد استلم بطانية وملاية المدينة – والحقيقة ان البطانية مكانتش من النوع الكويس فكان اللي بياخدها بيفرشها في الارضية.
كان الدور الواحد فيه 15 اودة مشتركين في 8 حمامات تقريبا – مش متذكرة-  مع السخان وكانت الحمامات بتتغسل كل يوم تقريبا لكن عمري ماكنت الاقيها نضيفة الا اذا دخلت علي طول بعد ما العاملات تنضفها والسبب الشهادة لله في البنات المعفنة الل ساكنة لان العاملات ماكنتش بتقصر . الحمامات مكنتش بتتزحم الا في اوقات الصلاة او الصبح  بس مش دايما.
كان في مطبخ في الدور الارضي من كل مبني لو البنات حبت تطبخ وكان في كل مطبخ كام بوتاجاز مسطح من النوع النضيف اللي متلاقيهش موجود الا عند الاغنيا.
الميه والنور مكانوش بيقطعو الا نادرا – انا فاكرة مرة وحيدة خلال التلات سنين اللي سكنتهم الميه قطعت لدرجة ان احنا طلعنا السطح جبنا الميه اللي في قاع الخزانات اما غير كده كانت بتقطع وتيجي بعدها بفترة قصيرة  ده لو قطعت -  
كنا بننزل نتمشي ونلعب في حوش المدينة او نلعب شطرنج كنوع من الترفيه داغير الالعاب التانية اللي كنا بنلعبها مع بعض بلاضافة الي المسابقات الثقافية او مشاهدة التليفزيون.
كان اكتر اللي بيميز المدينة عن غيرها من السكن الخارجي انها امان فكان بالاضافة لحرس البوابة ومواعيد الدخول للبنات صيف وشتا كان في حارس بيمر طول الوقت  في الحوش ويطلع برج المراقبة يتأكد من امان الطريق بره – كان في طريق زراعي واراضي زراعية في خلفية المدينة اللي كانت في منتصف صف الكليات-  ده طبعا غير المشرفات اللي بتاخد الغياب – كنا بنقطع كل يوم بونات للوجبات نسلمها واحنا بنستلم الوجبة ويعلمولنا في الكرنيه اللي بيتغير شهريا وكانت اللي بتسافر تقطع بون لليوم اللي هترجع فيه فكان معروف اللي موجود واللي مسافر وهيرجع امتي- ولما المشرفة كانت تلاقي واحدة مرجعتش في اليوم المحدد كانت تبعت لاهلها تستفسر عن السبب . كانت المشرفة  بتشوف كرنيه المدينة بتاع كل واحدة علشان تتأكد ان مفيش حد بره المدينه دخل سرقة ومع ان حارس البوابة كان معظم الوقت بيطلع علي الكرنيه قبل الدخول الا ان كنت اكتشف بنات من بره المدينة موجودة والمشرفات مبيكتشفوهمش.
الحقيقة ان الحياة في المدينة كانت حلوة ومريحة الا من حاجات زي واحدة نشرت هدومها فبلت الهدوم اللي تحت وكانت نشفت تقريبا فتطلع صاحبة الهدوم تشرشح لها  الا اذا كانت غلبانة فتسلم امرها لله ....أو واحدة عاوزة تنام وتطفي النور وزميلتها في الاودة عاوزة تسهر تذاكر شوية  فلو اللي عاوز تذاكر عاندت تطلع التانية تنام عند واحدة زميلتها في اودة تانية يا اما تقعد كل شوية تتأفف لغاية ما اللي صاحية تقوم تنام اوتخرج برة........ او اتنين يتعاركوا علي دورهم في استخدام البوتاجاز .......وغيرها من الامور البسيطة دي لانها كانت بتعدي وترجع الامور زي ما كانت.
الحاجة اللي كانت بتضايقني هي ان البنات مكانتش بتحافظ علي نضافة المكان ولا بتقدر النعمة فكنت تلاقي الحمامات والاحواض مقرفة بالرغم من عمليات تنضيفها الشبه يومية وكنت ادخل الاقي سلة الزبالة مليانة عيش وبيض وزبادي والعاملات قاعدة تنضفه وتعبيه في اكياس بالرغم من انهم بيلفوا علي الاوض يسألوا لو حد مستغني عن الحاجات دي.
 كان مطعم المدينة  مفتوح لوجبة الغدا ايام الدراسة من الساعة واحدة لبعد العصر بفترة لكن الجمعة كان المدة  بتقل فكنا نروح نلاقي طابورين طوال – واحد بنين وواحد بنات لان المطعم كان مشترك لمدينة البنين والبنات وكان موجود في نص المسافة بينهم يعني بره المدينتين- كنا نقف محروجين واحنا بنسمع تعليقات الصبيان زي" كل ده علشان بيضتين وشوية عدس" مع انهم هم كمان جايين علشان البيضتين وشوية العدس دول.
ايام انفلونزا الطيور كنا نروح المطعم ناخد العيش والفاكهة ونسيب الفراخ للعاملات فكنت تلاقي كل عاملة قدامها جردل مليان اوراك وصدور فراخ  ويوم الجمعة بيض وبالرغم من ان واحد من الصحة جه وقعد واكل قدامنا الا ان كان في لسه شوية خوف .
من المواقف الطريفة اللي حصلت ان كان لي زميلة بتحب صدر الفرخة  فكانت وهي في الطابور تراقب السرافيس وتعد اللي قدامها وتشوف نصيبها هيكون صدر ولا ورك ولو طلع ورك ترجع لورا علشان يجيلها الصدر فكنت مبحبش اقف جنبها.

كان المطعم تلات ادوار الارضي للطبخ والاتنين التانيين للاكل وكان الاول فيهم للبنين والتاني للبنات لكن حصل فترة اننا اكلنا في نفس الدور فكنا نقعد وضهرنا للاولاد وبعدين حطوا ستارة الا انها ممنعتش الصبيان انهم يستظرفوا فكنا نلاقي الستارة يتتحرك او نسمع تعليقات مضحكة.
اما ايام الامتحانات فكانت المدينة حاجة تانية خاصة في مبني اللوكس ..........كفاية كده شكلكوا زهقتوا لاني طولت ولو حكيت عن كل حاجة مش هخلص.




الثلاثاء، 25 فبراير 2014

حكايتي أنا و.......... "سوريا"

السنادي في بداية المدرسة في اول اسبوع تقريبا دخلت فصل تالتة اول فلقيت العيال اول ما دخلت "يا ابلة عندنا بنت من سوريا .". صحيح انا سمعت ان في بلدنا ناس من سوريا – بيقولوا بتشحت- لكن متوقعتش اني الاقي عيالهم في مدرستنا.  انا قلت اكيد هي بنت من البلد وكانت في بلد عربي ورجعت دلوقتي في عيال في مدرستنا بالشكل ده . المهم انا بصيت للبنت وسألتها عن اسمها فقالت "تسنيم" بس العيال اصروا يدوني عنها معلومات اكتر فقالولي "دي بتعرف تتكلم انجليزي." فبصيت لها وقلت"صحيح؟" فبدأت تسمعلي كلمات بالعربي ومقابلها في الانجليزي. ضحكت وقلت في نفسي"هو ده اللي بيتكلم انجليزي في نظركم. معلهش دا غلطي انا." جيت في الفسحة نازلة اجيب ميه نشرب فلقيت بنت معاها ازازة ميه فقلتلها "جايبة الميه دي منين ؟" فقالتلي "الدكتور اللي في الجمعية الخيرية هو اللي جايبهالي." فاستغربت بس معلقتش.وانا قاعدة في الاودة بتاع المدرسات لقيت شوية عيال ماشيين ورا ولد صغير عنيه خضرا وشعره  مقرب من الاصفر ومالي مركزه وقالولي لما بصيتلهم باستفها م "الواد دهو بيعرف يتكلم فرنساوي يا ابلة." في نهاية اليوم عرفت ان الدكتور اللي ملأ الازازة للبنت  هو دكتور اسنان وبيشتغل في الجمعية الخيرية- اوالاستثمارية زي ما انا واخواتي شايفينها-  واللي بابها في بوابة المدرسة بتاعتنا بالظبط ويبقي ابو "تسنيم" (اللي بتعرف تتكلم انجليزي) وبرضه ابو"محمد" (الولد اللي بيعرف يتكلم فرنساوي) وعرفت انهم سوريون واستنتجت (بذكائي وبفضل المسلسل التركي بتاع "نور ومهند") ان الفرنساوي بتاع الولد هو عربي بلهجة سورية- بس طبعا العيال الجاهلة معرفتوش لانها مش مثقفة زيي وبتتفرج علي المسلسلات التركي اللي مدبلجة للعربية باللهجة السورية مع انها بقت مبتخلاش منها أي قناة-  . بقيت متعودة كل مرة اعدي فيها من جنب فصل تالتة اول والعيال طالعة الفصول من طابور الصبح او الفسحة الاقي العيال كلها راحة تبص علي البنت السورية وتتشرف بالكلام معاها وتتمسح فيها وتنول من بركتها وكأنها الرئيس مبارك –قبل ما يتنحي طبعا- اللي تنزل وتواضع انه يزور قريتهم اللي مش علي الخريطة
قالتلي "تسنيم" ان في واحدة قريبتها – بنت عمها تقريبا-  اسمها "سندس"  هتيجي المدرسة . وبعد طول انتظار وصلت "سندس"  . كنت في فصل تالتة اول لما الباب خبط ولقيت عيال يتقولي "عاوزين تسنيم علشان بنت عمها بتعيط ومش عاوزة تقعد في الفصل" .
لما قعدت في الفسحة مع المدرسات لقيت مدرسة سنة اولي – سندس في سنة اولي زي "محمد" اخو "تسنيم"  - بتتكلم علي سندس وتشتكي وتقول" كل شوية تقولي انا حاسة بالملل قلت في بالي يعني ارقصلك يعني علشان متحسيش بالملل  ..." وكملت المدرسة شكواها"لأ وايه خايفة من العيال ومش عايزة تقعد جنبهم علشان مش نضاف وريحتهم وحشة ....وراحت الحمام ورجعت تتكلم –( ولا مفتش الصحة)- عن الحمامات المعفنة وفي الاخر مرضيتش تقعد في الفصل قلت احسن."  اخدت واحدة من الاخصائيين "سندس" وحاولت تهديها. المهم ان ده كان اول يوم لسندس في مدرستنا واخر يوم لها برضو. اتعجبنا احنا المدرسات من موقف سندس اللي معرفتش تتكيف مع الوضع المتناقض تماما للي كانت عايشة فيه قبل كده  وموقف  "تسنيم"  واخوها اللي اتاقلموا مع الوضع مع العلم ان ابوهم دكتور واكيد وضعهم السابق ميختلفش عن  وضع "سندس" دا ان ماكنش كان افضل.
لاحظت ان  "تسنيم"  كانت بتقعد في الفصل هادية مبتتحركش وكانت بترفع ايديها من غير صوت علشان تجاوب علي أي سؤال يتسأل علي عكس بقية الفصل اللي بيعمل سوق وممكن تلاقيك من غير الطرحة او الجيبة من كتر شدهم فيها علشان تخليهم يجاوبوا  – بالرغم من تعليماتنا اللي بنقولهالهم كل شوية  في الحصص انهم يرفعوا ايديهم من غير صوت وميطلعوش من التختة من غير اذن- ده لما يعرفوا اجابة سؤال من بين عشرين سؤال كل كام يوم ويمكن تكون اجابتهم غلط. وعلقت علي الموضوع ده قدام بقية المدرسين فقالولي (بكرة تشم منهم) وان كنت ماقتنعتش بكده  او علي الاقل انه يحصل بالسرعة دي. بقت "تسنيم"  بتتكلم في الفصل كتير مع "ريم" و" مريم" . "تسنيم"  لما شوفتها في الفصل اول مرة كانت قاعدة جنب الحيطة وبعد كام  أسبوع  دخلت الفصل لقيتها هي و "مريم" بيتعاركوا علي اللي يقعد علي البر حاولت اقنع "مريم " انها تخلي "تسنيم"  تقعد المرة دي المهم اتفقوا في الاخر ان كل واحدة تقعد يوم . في الحقيقة انا كنت عاوزة "مريم" تكون مرنة شوية وتخلي "تسنيم"   تقعد مطرح ما تحب فهي برضه تعتبر زي الضيفة – مع اني مقتنعة بمثل "سكتناله دخل بحماره"- الا اني اعجبت بيها لانها ما وقعتش تحت سحر"تسنيم"  اللي طال المدرسة كلها لدرجة ان العيال قالتلهم مرة بعد الاذاعة المدرسية اللي شاركت فيها "تسنيم"  بالانشوده ان "تسنيم"  كانت هي احسن واحدة في الاذاعة وهي اللي كانت "محلية" الاذاعة ومش كده وبس دا العيال بتوع سنة ستة في يوم  تاني كان علي فصل "تسنيم" الاذاعة وقالولهم لو "تسنيم"  مطلعتش عي الاذاعة مش هيصقفولهم وفعلا مصقفوش لان "تسنيم"  مشاركتش في الاذاعة لانها كانت بتغيب في اليوم ده لان ابوها بيكون عنده شغل في منطقة تانيه.
لكن ده ممنعش زمايلها انهم يحبوها . "تسنيم"  كانت بتيجي في اواخر طابور الصبح فطبيعي انها كانت تقف في اخر الطابور فكان زمايلها اللي ورا يتعاركوا علي اللي "تسنيم"  هتقف معاه – البنات كانت بتقف كل تلاتة جنب بعض بسبب عددهم الكبير- واحيانا كانوا يتخلوا عن واحد ة منهم ويرجعوها ورا علشان "تسنيم"  تقف جنبهم – مش كفاية انهم محرومين من جيرتها في التختة- ولكن مكانوش بيلحقوا يتهنوا بيها لان بمجرد ما يشيلوا الشنط استعدادا لدخول الفصل كان البنات اللي وقفة قدام تضحي بواحدة منهم علشان تجيب "تسنيم"  مكانها قدام ولما قلتلهم ان ده ظلم منهم بقوا يقفوا هم الاربعة ولما قلتلهم ان ده مينفعش قالوا انهم بيحبوا يقفوا اربعة- مع ان لو في اربعة مش بينهم "تسنيم"   بيتعاركوا علي اللي يقف الاول- وده بيحصل مرتين في اليوم خاصة في الصفوف الاولي  في طابور الصبح وطابور الفسحة وبيكون في شد شعر والفاظ بذيئة وضرب وشلاليط ومحاولات فقع عيون  لمتنافسين وبيوصل للاصابة والدم بس الحمد لله موصلش للقتل-  بيشتكولي ان واحدة منهم ترجع ورا .......يا سحرك يا "تسنيم"   واه منكم يا مصريين ويعيني عليكم  في بلاد بره ويبختكم يا بتوع سوريا و"لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون سوريًا"
وانتهي الترم الاول بس القصة مانتهتش فلسه لها بقية ان شاء الله في الترم التاني اللي الوزير شكله حاسس بالملل اللي المصريين فيه فحابب يعمل تغيير ويلغيه. واهواحنا مستنيين.
  P.S
 انا بحب "تسنيم"  جدا لان فيها حاجات مش بلاقيها في غيرها من زمايلها مش لانهم اقل منها بس لان اهاليهم قتلو الحاجات الحلوة دي جواهم . وهتلاحظوا ان انا ماتكلمتش عن اخوها لاني مبدرس لسنة اولي بس سمعت انه شقي من البداية وكانت لهجته السورية صعبة الفهم علي ابلته علي عكس "تسنيم"  اللي كانت لهجتها سهلة ومفهومة بسهولة ماعدا بعض الكلمات المحلية وسمعت كمان انه" شم" منهم وبقي بيعرف يتكلم زي الشوارعية. بقي اقولكم ان واحدة زميلتنا بنتها في سنة خامسة من كتر حبها لتسنيم – البنت وليس زميلتنا- بقت بتكلمها في البيت باللهجة السورية اللي اتعلمتها من المسلسلات التركية المدبلجة للعربية باللهجة السورية. وسلملي علي مصر والمصريين.




دردشة

الثلاثاء25 فبراير 2014  - 25 ربيع اخر 1435
النهاردة وانا في المدرسة جه كام موجه كده واحد منهم قعد يتكلم وكان عاجبني كلامه وطريقته اللي تشدك لكلامه حتي لو كان عن حاجة انت مش مهتم بيها وفي خلال كلامه حكي حكايتين عجبوني واحب اشاركهم معاكم: الاولي بتتكلم عن "عمدة قرية في ايطاليا كان بيحاول يقيم العدالة في قريته فكان بيحب الناس تعامله كأي واحد في القرية  بدون تميز لمكانته حتي انه مرة كان واقف في طابور فقام اللي قدامه رجع وراه لكنه رفض وخلاه مكانه علشان ميظلموش . وفي مرة كان مروح فقابل مراته وكانت مجبسة دراعها واشتكتله -بطريقة الستات المعروفة – عن وحشية كلبهم اللي عضها وقالتله انه لازم يقتل الكلب حالا قبل حتي ما يغير هدومه لكن حاول يهديها ويقنعها انها تصبر لحد ما يغير ويسمع منها الحكاية. بعد ما غير هدومه سألها اذا كان الكلب عضها وهي في اودة النوم فقالتله لأ فسألها اذا كان عضها في أي مكان في البيت وكان الجواب دايما النفي فسألها الكلب عضها فين فقالتله وهي بتجمع البيض في الحديقة فرجع سألها امتي كانت بتجمعه فقالتله بعد المغرب فقال انه لازم يصرف للكلب قطعة لحمة لانه ادي الدور اللي كلفه بيه علي اكمل وجه."
أما القصة الثانية واللي كان بيشوف فيها حل للي بيحصل في مصر" في يوم كان اسد ماشي في الصحرا فوقع في حفرة وعدي عليه يوم والتاني وبدأ الجوع يقرصه وساعتها وقع عليه دب طبعا الدب كان منتظر الاسد ياكله فده رد فعل طبيعي لغريزة الجوع اللي كانت مسيطرة عليه ساعتها لكن الاسد كان ذكي ففكر انه لو اكل الدب النهاردة مش ضامن يلا قي وجبة بكرة يعني الدب هيكون مجرد مسكن  مؤقت للجوع ومش علاج ليه المهم الاسد طمن الدب انه مش هياكله بشرط يتعاونوا علشان يطلعوا من الحفرة فوافق الدب لكن بعد محاولات فاشلة بقي الدب والاسد جعانين وهنا وقع عليهم انسان طبعا توقع انهم ياكلوه لكن الاسد كان عارف ان الانسان علي قمة المخلوقات لذكائه فقاله انه في امان بشرط يفكر لهم في حيلة تطلعهم بره الحفرة  فقالهم الانسان "انت يا اسد تحط رجلك القداميين علي جدار الحفرة والرجلين اللي ورا علي ارض الحفرة وفوقك يعمل الدب نفس الحكاية وبعدين انا اطلعك فوقكم ." لكن الاسد  قاله وايه الضمان انه مش هيسيبهم ويهرب فقاله انه مش هيضيع الامانه اللي ربنا كلفه بيها. بعد ما الانسان ده طلع بره الحفرة ولانه ذكي ولازم يراعي غريزة الحيوانات دي راح قرية وجاب كبش ضخم وحدفه للحيوانين في الحفرة وبعد ما اطمن انهم شبعوا طلعهم بره الحفرة فمشي كل واحد فيهم في حال سبيله"
ياريت الحكايتين يكون عجبوكم والاهم يكون وصلكم المغزي منهم لاني معنديش موهبة السرد زي اللي انا سمعتهم منه.




الأحد، 23 فبراير 2014

أمل

"دكتور أحمد محتاجين حضرتك في الغرفة رقم ثلاثة." وجهت الممرضة هذه العبارة الي  ثم غادرت الغرفة سريعا. عندما اتجهت الي الغرفة المذكورة والتي كان بابها مفتوحا رأيت فتاة نائمة علي الفراش مغمضة العينين وكأنها نائمة او فاقدة الوعي يبدو من ملامحها انها لم تتعدي السادسة عشرأو السابعة عشر ليست جميلة وان لم تخل من جاذبية ما.  بجوار الفراش يقف رجلا اعتقد انه والدها كان يبدو علي وجهه قلقا مشوبا بالاحساس بالذنب والي جواره فتاة جميلة ان لم تكن رائعة الجمال يتراوح عمرها ما بين العشرين والثانية والعشربن علي الاكثر..وكان يبدو عليها قلقا ايضا بالاضافة الي شفقة واضحة في عينيها تجاه الفتاةالنائمة علي الفراش والتي اكتشفت انها كانت تتظاهر بالاغماء . لم ارد ان افضح امرالفتاة المتمارضة التي بدا علي وجهها الم وحزن عميق سيبرزهما عيناها اللتان لم تفتحهما بعد. بعد ان طمأنت والد الفتاة وشقيقتها  طلبت منهما ان ينتظرا بالخارج. اتجهت الي الفراش وخاطبت "المريضة" مغمضة العينين" كفي عن التظاهر لقد خرجا ولم يعد من داع لذلك كما انني لن انخدع بالرغم من اتقان تمثيلك للدور. اعلم انك قد فعلت ذلك لسبب وجيه فان لم تمانعي فلتطلعيني عليه لعلي بمشاركتك الحزن استطيع المساعدة في التخفيف منه .اعلم انك تفكرين:كيف أثق بشخص لم اره حتي؟. ولكني طبيب لا افشي اسرار مرضاي الشخصية. والدليل انني لم اخبر اسرتك انك سليمة و لكنك تتظاهين بالاغماء. واعلمي ان همومك التي تحاولين ان تهربي منها بالتظاهر بالمرض قد تهون اذاعلمت هموم الاخرين." فتحت الفتاة عينيها وابتسمت ناحيتي بامتنان تحول سريعا الي رجاء الا افضح سرها. علمت ان اسمها "أمل" وانها طالبة في الصف الثالث الثانوي للمرة الثانية بعد رسوبها العام الماضي .كانت مشكلتها كما فهمت  ان اسرتها تغدق عليها بكل شيء ماعدا العاطفة .لا احد من اسرتها يزعج نفسه ولو بكلمة ليظهر حبه لها بل الافظع ان الجميع- ما عدا شقيقتها التي تقف بالخارج- يجهرون بكرههم لها وخاصة انها ليست جميله وليست متفوقة دراسيا مثل اشقائها .وما يزيد من عذابها ان والديها ايضا لا يظهرون لها من الحب ما يظهرونه لأشقائها الاخرون المرات القليلة التي كانوا يظهرون لها فيها عاطفة ايجابية كانت تشعر انها صدقة منهم حتي والدتها لم تكن الي جانبها  عندما احتاجت اليها كما لم تكلف نفسها عناء المجيء معها الي هنا. كانت الكلمات تنساب من بين شفتي الفتاة مثقلة بمشاعر الحزن والالم واليأس والاكتئاب ولكن لم يكن من بينها بالرغم من ذلك اي مشاعر كره لاسرتها. هزتني كلماتها ووددت لو امكنني مساعدتها. حاولت  ان اخفف عنها واقنعها ان كل هذه مجرد اوهام فليس هناك احد يكره ابناءه وان اسرتها يحبونها والدليل علي ذلك ان والديها سمحوا لها بإتمام تعليمها ولكنها علقت علي هذه النقطة بأنها ليست متفوقة ولا تعتقد انها ستتمكن من الالتحاق بكلية مناسبة وسيضطر والدها لاخراجها . اخبرتني انها كانت متفوقة دراسيا ولكن مستواها بدأ يقل بالتدريج  فقلت لها ربما ان ذلك كان السبب في تغير موقف اهلها ناحيتها وان عليها ان تحاول استعادة مستواها الدراسي المتميز فردت ان العكس هو ما حدث وان تغير موقف اهلها منها هو ما اعاق تفوقها فطلبت منها ان تحاول هي التقرب لاسرتها ولكنها قالت انها حاولت بلا فائدة بالرغم من ان معلميها واصدقاءها في المدرسة يحبونها لطيبتها وادبها وهو ما هون عليها قليلا وان لم يسهم في التحففيف من معاناتها فهي تحتاج لحب اسرتها حتي وان لم يحبها الاخرون .اخبرتها انها بامكانها المغادرة مع والدها ولا تخشي فضح امرها وطلبت منها ان تحاول ان تركز في دراستها لعل ذلك يحسن من موقف اسرتها تجاهها.غادرت الغرفة وقد اختمرت في رأسي فكرة مجنونة. خاطبت والد الفتاة قائلا"كان مجرد اغماء من الاجهاد ويمكنكم اخذها معكم ولكني اود التحدث اليك قليلا يا سيدي."كانت  فترة اعلان نتيجة الثانوية العامة فترة نشاط في المستشفي فقد استقبلنا العديد من الطلاب- معظمهم فتيات- الذين حاولوا الانتحار بعد ان فشلوا في الحصول علي المجموع الذي يؤهلهم للالتحاق بالكلية التي يريدونها . كان قد مر اكثر من اربعة اشهر علي حادثة"أمل" ولكنني تذكرتها هذه الايام وكنت متوقع في اي لحظة ان اجدها بين الوافدين من الطالبات ولكن لم يحدث. ولكن حدث امر اخروان كان بعد ذلك بعدة شهور .كنت قد انهيت ورديتي بالمستشفي وأهم بالمغادرة عندما استوقفني صوت ذكوري قائلا"دكتور . هل يمكنني التحدث اليك قليلا؟" كان والد "أمل" ولكنني لم اتعجب فقد كنت منتظرا قدومه منذ اشهر وكنت اخشي المواجهه. قال لي "لا اعرف هل الومك أم الوم نفسي وان كانت الثانية لابد منها" ابتسمت اليه مستفسر فأكمل"عندما اخبرتني ذلك اليوم ان "أمل" لن تعيش اكثر من ستة اشهر وان علينا ان نحاول ان نجعلها سعيدة في اخر ايامها شعرت ان الله يعاقبني لسوء معاملتي لها وخاصة بعد ان ابتلاني فاخذ مني كل اولادي ولم يترك لي سواها وكان ذلك بعد معرفتي بالامر بشهرين.  .تغيرت معاملتي لها منذ ذلك اليوم. كانت ثمرة هذه المعاملة ان نجحت في الثانوية العامة بتفوق  بل وكانت من العشرة الاوائل علي الجمهورية" تذكرت انه كان هناك فعلا طالبة اسمها "أمل " من بين اوائل الجمهورية في الثانوية العامة وان لم يدر بخلدي ان تكون هذه ال"أمل" . اكمل الاب بفخر"التحقت" أمل"  بكلية الطب .نعم كلية الطب بعد ان كانت قد رسبت  من قبل." مسح دمعة سالت علي وجنته ثم استطرد" كنت ووالدتها قد نسينا امر موتها المنتظر فرحة بنجاحها الباهرولكن التحاقها بكلية الطب ذكرني  وان كنت قد تعجبت فقد مر اكثر من عام ومازالت"أمل حية ترزق لا بل لقد اصبحت اكثر حيوية واشراقا من ذي قبل" توقف لحظة ليسيطر علي مشاعره ثم نظر الي برجاء قائلا"اخبرني ايها الطبيب هل يمكن ان يحدث ذلك ؟ وهل مرور كل هذا الوت بالرغم من عدم تلقي علاج يعني ان الخطر زال؟ أم ان لديك تفسيرا اخر؟" حانت ساعة المواجهه .اعتدلت وحاولت ان استجمع شجاعتي ثم قلت " كانت "أمل" قد اخبرتني بمعاناتها فحاولت مساعدتها  فاخترعت هذه الكذبة لعلها تسهم في تخفيف المها وقد رأيت انها ان لم تفيدها فلن تضرها لانها لم تكن لتعلم بأمرها طبعا بفضل توصيتي لك الا تجعلها تشعر بشيء." قال لي" لقد كانت هذه الكذبة سببا في تفوقها واني ليس لي الا ان اشكرك علي محاولتك المساعدة بالرغم من انك لم تكم مجبرا. ولكن لي سؤال: لماذا فعلت ذلك وانت لا تعرفها ؟" تنهدت قائلا "اردت ان اعطيها شيئا من اسمها." نظرا الي مستفسرا فابتسمت قائلا" أمل."